الطيب أمكرود – إيمي نتليت / الصويرة تتعدد قصص ضحايا الحشرات السامة بجماعة إيمي نتليت إحدى جماعات قيادة سميمو بإقليم الصويرة المعروف خلال هذه الفترة من كل عام بانتشار أنواع عديدة من الحشرات السامة . ففي أحد أيام أواخر ماي الحارة ، كان مواطن منهمكا وعددا من أبناء الدوار في عملية الحصاد التقليدية هناك بأحد دواوير جماعة إيمي نتليت البعيدة ، لم يكن الناجم يظن للحظة أنه سينهي وهو المحظوظ جدا صبيحة ذلك اليوم من ايام سنة 2009 على أحد أسرة المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبدا لله بالصويرة ، فغيره كثير تحمل آلامه وآلام العلاجات المحلية أياما أو قضى وذووه يحاولون نقله إلى اقرب المؤسسات الصحية بالصويرة . صرخ الناجم ، تجمهر حوله زملاءه ، ما الذي حدث ؟ بحثوا تحت أكوام الشعير المحصودة للتو وجدوا عقربا كبيرة تحاول الهرب ، قتلها أحدهم وعادوا إلى طريح الأرض المتصبب عرقا . اختلفت الآراء وتعددت ، اقترح أحدهم حزم الرجل المصابة لوقف تدفق السم حسب ظنه لولا تدخل أحدهم من متوسطي التعليم لوقف العملية ، تفرق الجمع في كل الاتجاهات لإحضار ما يمكن به إسعاف المريض من الأدوات المحلية وتركوا أحدهم مع الملسوع المنهكة قواه المنتشر السم في جسده بسرعة نظرا لدرجة الحرارة العالية جدا ، بينما توجه أحدهم إلى المركز طلبا لإحدى سيارات النقل السري أو الخطافة لنقله حيث يمكن أن تنقذ حياته . بعد لحظات بدأ الناس يتقاطرون وكل منهم يحمل في يده شيئا من الأشياء المستعملة محليا لعلاج لسعات الحشرات السامة بالمنطقة. تنتشر أنواع عديدة من الحشرات السامة تحول حياة الناس خلال الصيف من كل عام إلى جحيم ولياليهم إلى لحظات لاصطياد العقارب وتانضريميوين وحماية ذويهم منها ، وتانضراما من أصناف العناكب السامة الكبيرة الحجم تعرف في المنطقة بسرعتها وخطورة سمها القاتل ، تتميز بها المنطقة إلى جانب عدد هائل من أنواع الأفاعي والثعابين والعقارب ، فمن الثعابين الصياد وهو أقلها خطورة وبوسكا أخطرها ، وتعرف إناث الثعابين بوصف ضحيتها لا قدر الله يموت للتو ، وتعرف المنطقة أيضا بأنواع العقارب كالأصفر والأسود والمائل إلى الحمرة ، وتعتبر البيوت ومرافقها الأماكن المفضلة للعقارب السوداء اللون ، بينما تختار الصفراء الحقول والغابات . في ظل شبه غياب للبنيات التحتية الصحية بجماعة إيمي نتليت التي تخصص بها الدولة لثمانية آلاف ومئتين وخمسة عشرة نسمة ممرضا وحيدا ومستوصفا قرويا بئيسا تفصله عن السكان عشرات الكيلومترات من المسالك والطرق الجبلية الوعرة ، يستعمل ضحايا لسعات الحشرات السامة الخطيرة في انتظار نقلهم لكيلومترات على ظهور دوابهم نحو المركز من حيث سيتنقلون مرة أخرى نحو سميمو فالصويرة عاصمة الإقليم المتواجدة بها المؤسسة الصحية الوحيدة بالإقليم التي تسعف ضربات الحشرات السامة، يستعملون طرقا تقليدية كثيرة يظنون أنها تخفف آلام وأوجاع ضحايا الحشرات السامة . في انتظار قدوم الدولة وتمتيع منطقتهم المترامية الأطراف البعيدة عن اقرب مستشفى بعشرات الكيلومترات بحقهم في الولوج إلى الخدمات الصحية العصرية ، وفي غياب أي دور للإعلام في التعريف بالظاهرة أو تأطير أو تنوير للسكان حولها وطرق علاج المصابين ، يستعمل سكان جماعة إيمي نتليت لتخفيف آلام المصاب طرقا تقليدية وعلاجات أولية عدة منها سوائل تصل حد التناقض في بعض الأحيان كاللبن المخيض ، العسل ، زيت الزيتون ، ويتم رش غاز البوتان على المنطقة الملسوعة ، كما يقوم بعض الأشخاص بعملية خطيرة جدا تتجسد في حزم العضو المتعرض للسع لوقف تدفق السم ، ويستخدم العنبر وهو روث أحد أصناف الأسماك لعلاج الظاهرة ، إذ يعمد السكان إلى طهيه كمشروب الشاي أو ببساطة وضعه فوق الجرح وحرقه ، ومن الطرق الشائعة في المنطقة والتي لها امتدادات لقرون خلت تخصص بعض السكان في امتصاص السم من جسد الشخص المصاب ، حيث يتم تشريط العضو المصاب ليمتص المختص العملية السم شيئا فشيئا بواسطة فمه ورميه. وخلال السنوات الأخيرة ، لوحظ استخدام بعض المواد الطبية المستقدمة من قبل المهاجرين في الديار الأوربية ' ومنها مادة زرقاء اللون مائلة إلى السواد عبارة عن حبيبات توجد في أكياس صغيرة توضع حبة منها مع قطرة ماء أو لعاب على الجرح مباشرة ليلاحظ تحسن حالة المصاب بعد دقائق فقط .