كُلُّ الوشاية حبٌّ، وأنتَ المتّهم ! مُتَّهَمٌ أنتَ ... بالتَّسكع في ممرّاتِ قلبي بانتشار يديكَ من حولي بالتّوْق الذي يَغْلي في عينيكَ. نظراتكَ غِوايةٌ تتناسلُ في الهواء قُبلتُكَ ذنوبُ عِشقٍ أزليّة مُتَّهَمٌ أنتَ ... بقضم اللّهفةِ قبل أن تؤتي أُكْلها ينبهر منكَ الضوء فيمشي على أصابعه في العتَمة مُتَّهَمٌ أنتَ ... بتعليق رائحة الشوقِ على حبلِ المساء بجردِ العطر من جِيدِ الفراشات بالازدحام في قصيدتي الوحيدة بهسيس النّار في ضُلوعي باشتعالي في راحة كفّكَ كغابة استوائية مُتَّهَمٌ أنتَ ... بزخات المطر في صمت الليل من أخبركَ أن المطر وَرِعٌ ؟ وحدكَ... ولا أحد سواكَ يُمسك بالضّوء المُتدلّي من سَقْفِ روحي تسْحَلني على حوافي الماء تستفردُ بارتباكي فأتمسّكُ بعينيكَ خشية الغرق وحدكَ ترى ابتسامتي قبلةً تبتهلُ على أطراف الشفاه وتُراودُ العِطر عن أنفاسِي؟ مُتَّهَمٌ أنتَ ... بارتجاج عظامي حين أسمع نبرة صوتكَ بالتقاط صُورٍ مُلونة لموتي المحقّقِ فيكَ تَنْصِبِ لي شِراكِ الغواية من ضفيرة الحواسّ فتطرح الدّالية نبيذها في قناني النشوة تركض بي خلفكَ في تيهِ الشّوق وتتشظى الخلايا من ملمسِ روحكَ أعبر حقل (ألغامكَ) فتتعرّق الارضُ تحتَ خَطْوي مُتَّهَمٌ أنتَ ... بالوقوف في امتداد الضوء تستند بكلّكَ، بظلّكَ ، بعشقكَ على فراغ انتظاري تمشي إليّ بلا طريق تُفَصّلُ المسافات على مقاسِ قدميكَ وتُسرع إليّ على مَهَل.. تعبثُ بملامح الحب كطفل مدلّل تشربُ دهشتي في الكأس الاخيرة مُتَّهَمٌ أنتَ ... بكلماتُ لم تَقُلها سمعتُها كالنداء... كالصّلاة فتَنَسّكْتُ في محراب عينيكَ حافية القدمين عارية القلب أتَصوّفُ في العشق وأقومُ في الثلث الاخيرمن الشوق أستغفرُ لي ولكَ ما تقدّم من القُبلِ وما تأَخّر وأَلتمسُ لي سبعين عُذرًا لِقدّ قَميصِ الليَّل وفَكّ أزرار الهمسة .. وحين أتهادى بدلالٍ على خطوط يديكَ أتَعَثّرُ بنظرةٍ من عينيكَ وأسقط بين ذراعيكَ فيتّهمُونكَ بذنبِ الغِواية الذي لا يُغتفر! ويُطلقونَ سَراح العِشق في دمي !! ياسمينة حسيبي