اختارت الحكومة نهاية موسم العطلة الصيفية كي تفاجئ المواطنين بمجموعة من الزيادات في أثمان بعض المواد ذات الصلة المباشرة بالعيش اليومي للمواطنين مثل السكر والكهرباء والماء وأثمان المحروقات للمرة الثانية خلال هذه السنة ، وذلك في ضربة جديدة وقاسية موجهة إلى القدرة الشرائية للمواطنين التي تعاني أصلا من الضعف المتدهور أمام الزيادات المتفاحشة في كلفة الحياة ، وللقدرة التنافسية للمقاولات مما ستكون نتيجته تسريحات جديدة وضغوط جديدة على الحقوق والحريات النقابية. يأتي ذلك بعد مدة قصيرة من حديث الحكومة عن " إنجازاتها الاجتماعية أمام مجلس المستشارين على لسان السيد الوزير الأول . إن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إذ يقدر بكل مسؤولية ما تعرفة السوق العالمية من التهاب متواصل في أسعار البترول نتيجة مناخ عدم الاستقرار العالمي الذي خلقته السياسات العدوانية الحمقاء للإدارة الأمريكية الواقعة تحت نفوذ اليمين المسيحي المتطرف ، ومضاعفات ذلك على الاقتصاد الوطني يسجل ما يلي : نهج الحكومة القائم على اللجوء إلى الحلول والاختيارات السهلة أي الاختيارات غير الاجتماعية القائمة على تحميل المواطنين البسطاء نتائج سياساتها الفاشلة في مجال الاستراتيجية الطاقية وتبعيتها المطلقة للسوق الدولية. أن الحكومة لم تلجأ إلى أسلوب المقايسة l indexation إلا بعد أن أصبح الارتفاع المتواصل في أثمنة البترول معطى بنيويا وأصبح من الصعب تصور رجوع أثمان البترول عالميا إلى أثمنة معقولة . أن خزينة الحكومة ظلت تستفيد من عائدات مرتفعة عن استهلاك المحروقات وستتزايد استفادتها طردا مع كل زيادة في المحروقات ، وبالتالي فما تصرح به عن تحملات صندوق المقاصة في مجال المحروقات يفتقر إلى الشفافية ، على اعتبار أنه يخفي جانبا آخر يتمثل في استفادتها على مستوى المداخيل الضريبية المفروضة على استيراد المحروقات. يستنكر الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب لجوء الحكومة إلى الحلول السهلة المتمثلة في إثقال كاهل المواطنين بمزيد من التحملات الناتجة عن الزيادة في أسعار عدة مواد استهلاكية أساسية ، والناتجة عما سيترتب عن الزيادة في أسعار المحروقات من زيادات مبررة وغير مبررة في عدة خدمات وسلع حيوية بالنسبة لعيش المواطن . يدعو الحكومة إلى مراجعة شاملة لمقاربتها لموضوع الطاقة بتقليل الاعتماد ما أمكن عن المحروقات المستوردة والتقدم في مجال الطاقات المتجددة والأبحاث ذات الصلة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية ، وترشيد طريقتها في الإنفاق والكف عن الإنفاق في المناسبات الاستعراضية ، وسن سياسة إعلامية وتواصلية لدى المواطنين لترشيد استعمال الطاقة .محمد يتيمالكاتب العام للاتحاد