أمس الأربعاء 07 دجنبر الجاري، بموقع إمتهانه لبيع الحروقات المهربة بالمحاذاة من الطريق الرئيسية الرابطة بين الناظور وبني انصار على مستوى المدار الطرقي المؤدي إلى مركز فرخانة، ردود أفعال متباينة، إضافة إلى تسجيل موجة من الإستنكار لدى الرأي العام المحلي، بفعل الأسباب التي أدت إلى الحادث الذي أسفر أيضا عن إصابة والد الضحية بحروق على مستوى اليدين ورجل أمن بحروق على مستوى إحدى يديه والنصف العلوي من ظهره، حيث صبت مجمل الآراء في خانة أن ماحدث كان بالإمكان تفاديه، لو تعاملت العناصر الأمنية التي حلت بعين المكان قصد حجز كمية البنزين المهرب التي كانت لدى الشاب محمد سليمان، وذلك مراعاة للظروف التي تخيم ليس على المغرب فحسب بل على المنطقة المغاربية بشكل عام، وسط موجة الإحتجاجات والحراك الإجتماعي الذي يميز الشارع المغربي والعربي. ولتسليط الضوء على الشاب محمد سليمان الذي شكل نقطة تعاطف كبير من طرف مختلف الفعاليات الحقوقية والجمعوية وباقي الشرائح الإجتماعية خاصة بإقليم الناظور، فالضحية يبلغ من العمر 21 سنة ويقطن بدوار وهدانة التابع للنفوذ الترابي لبلدية بني انصار، رفقة أفراد أسرته المتكونة من ستة أفراد متمثلين في الأخ الأكبر توفيق سليمان الذي يبلغ من العمر 31 سنة والأخ الأصغر زيدان سليمان الذي يبلغ من العمر 19 سنة ورب الأسرة عبد الله سليمان البالغ من العمر 60 سنة والأم يمينة السماحية، إضافة إلى أخته الوحيدة في العشرينات من عمرها تستقر بحكم الوضعية الإجتماعية الصعبة لأسرة الضحية محمد سليمان، رفقة جدتها بالمنطقة التي تنحدر منها الأسرة المذكورة بقصر الزريقات ضواحي الراشيديةجنوب المغرب. وبدأ الضحية محمد سليمان علاقته بمجال الإتجار في بيع المحروقات المهربة التي يتخذها باقي أفراد الأسرة الذكور، مصدر رزقهم الوحيد، منذ إنقطاعه عن الدراسة من المستوى الخامسة إبتدائي بمؤسسة عبد المومن ببلدية بني انصار، حيث أرغم وسط الفقر المدقع لأفراد أسرته الذين يقتسمون العيش وسط غرفة صغيرة " أنظر الصور والفيديو" ويتخذون من الخلاء مرحاضا لهم بحكم المساحة الصغيرة للمكان الذي تقطن به الأسرة، بسومة كرائية تقدر ب 850 درهم شهريا، وهو المكان الذي بالكاد تم تخصيص مساحة قد لا تتسع لوقوف شخص واحد بداخلها كمطبخ مع إنعدام أي مرفق آخر، ولنا أن نتصور الوضع الإجتماعي العصيب للأسرة المذكورة، خاصة مع ذكر إقامة خمسة أفراد من ضمنهم الأم والأب بغرفة واحدة. وقد أكدت لناظور سيتي والدة الضحية محمد سليمان وأقاربه وجيرانه، أن هذا الأخير كان يتمتع بدماثة أخلاقه وبشجاعة كبيرة، حيث كان يعتبر الإبن المدلل لدى والدته بشهادتها، بإعتبار العلاقة الحميمية التي كانت تربطه بوالدته حيث كان تفيد الأم يقوم إعتمادا على ذاته مع قصر اليد وعوز الإمكانيات، على توفير مجموعة من الحاجيات الضرورية لوالدته قصد مساعدتها على عدم الشعور بالنقص أمام معارفها وجيرانها، كما كان الضحية حسب شهادات مقربين منه يتمتع بحيوية كبيرة ويأمل في تحسين وضعه الإجتماعي بالإعتماد على الذات، غير مبال بمغادرته للمدرسة في ظروف لا تؤمن بشعار وزارة التعليم حول المفهوم الحقيقي للهدر المدرسي ولا بشعار حقوق الطفل في التعليم والحياة الكريمة التي يتمتع بها ملايين الأطفال بمغربنا الحبيب. ويعتبر الضحية محمد سليمان نموذجا للعديد من الحالات الإجتماعية المماثلة، التي تتطلب وقفة تأملية للجهات المسؤولة كل من موقع مسؤوليته قصد إيجاد الحلول الناجعة والفورية لمشكل الفوارق الإجتماعية التي تهدد الوطن برمته بعواقب وخيمة، وتفعيل جملة من الشعارات السياسية الجوفاء خاصة في ظل التحركات التي يسجلها الحقل السياسي المغربي في المرحلة الراهنة قصد تشكيل حكومة مغربية جديدة يقودها حزب المصباح الذي سيجد نفسه أمام تحديات كبرى ومطالب إجتماعية ضخمة، وأمام محك حقيقي سيبث بالملموس مدى تمكنه من إضاءة عتمة المشاكل الإجتماعية للمغرب أو إنطفائه بسرعة والسير في منحى حزب الميزان الذي أفقد لسنوات من إنتظارات الشعب المغربي توازن المجتمع المغربي وجهاته في شتى المجالات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والرياضية وهلم جرا.. المصدر: ناظور سيتي