ميمي أحمد قدري تحت قيض الشمس الحارقة أنتظرك أنتظرك وأنتظرك طويلاً أفترش الأرض وأشدو للحقول أشدو مع البلابل للجداول والزهور ومع انتظارك تجيش العواطف ويفيض الشوق ويحلو العمل مع انتظارك تناجي الأرض السماء فتغني لها أغنية الحب وعندما تذبل وردتي أبادرها بقصيدة فترتوي ويحيا فيها الأمل فأحيا معها أحيا وأترنم بأنشودة الرفق بلا يأس ولا ملل أنا منهن ونحن من طينة واحدة خُلقنا وأنا والنساء...كل النساء نؤمن أن الحب عقيدة وأنتم معشر الرجال كل الرجال في شرعكم الحب عادة ومتعة ومكيدة تجمعون من الزهور والورود الحمر باقة لا بل باقات تنثرون عليها من شهد الكلام لتصبح في راحات أياديكم طيعةً وبراقة واحدكم صيادٌ يملأ قلبه بدموع غزالة لتورق أشجار كبريائه وتعصف بأغصان الحب المورقة حبيبي .... قالت لي النجوم وأمرتني الأقدار أن أراوغ...وأهرب من إتخاذ القرار أنا....أنا..... أستجير بحبنا وأطلب الفرار ولكي أواري خطوط العشق أدس كفي في النار وأبكي أبكي كمن يعزف من حرقة القلب على القيثار وأنتم يا معشر الرجال أنتم تسيرون مع الأنهار بلا ندم أو رحمة أو استغفار نحن النساء....كل النساء ننحب على حبنا المسلوب منا في وضح النهار فمن رِفقنا سُلب منا بأرادتنا يوم كنا من الأحرار كل ليلة ننوء تحت عبء جبال من نار وتنتفض قلوبنا طالبةً في أن نلتحق بركب الثوار لكننا وللأسف نظل كما نحن بين راحات أياديكم باقات من الورود والأزهار ******************************* ******************************* التحليل ( فاطمة امزيل ) عشق النساء عنوان اديولوجي فيه شيء من التمييز .. من العنوان وقبل قراءة القصيدة نتكهن ان هناك تضارب بين الأنا والآخر او بالأحرى بين المرأة والرجل .. فحين نقول عشق النساء فهدا يعني ان كل النساء يتفقن في شيء واحد وبطريقة موحدة .. فكيف يكون هذا العشق ياترى في نظر ميمي قدري .. ؟؟؟ إن إديولوجيا المرأة هي اديولوجيا عريقة في الزمن ترتكز على مبادئ راسخة اهمها النزاهة الفكرية والعفة والكرامة والسمو .. فالمرأة مؤمنة أنها متميزة في خلقها وفي الحكمة من تواجدها وفي ما تتميز به من مشاعر واحاسيس راقية وحنان بالغ بالإضافة الى الجمال والذكاء والقوة .. ليس القوة الجسمانية وانما القدرة على الصبر والتحمل وقوة التأثير على العالم حولها برقتها وتمكنها من استيلاب الرجل وسلبه جبروته وتجبره وخشونته وتحويله الى حمل وديع .. عشق النساء .. كلمات جبارة رقيقة قاسية عذبة مرة .. مختصرة عميقة .. المرأة دائما تعاني في العشق .. تعاني من الغيرة والقلق والانتظار .. وما اصعب الانتظار الطويل مع أمل ثم مع الملل ثم مع الضجر .. تركز الشاعرة في القصيدة على وطأة الانتظار مع وطأة حرارة الشمس المحرقة وضغط الزمن اللا محدود .. إنتظار تتدخل كل عناصر الطبيعة ومشاغل الحياة للتخفيف من حدته .. شدو العصافير كإحياء للأمل وخرير الماء كتهدئة للنفس وعطر الزهور كتلطيف للجو .. كل هذا لم يُجد فكان لابد من وظيف الترفيه الذاتي كالإنشاد والقصيد والعمل الحثيت .. انشغال حسي وفكري وعضلي من اجل شغل النفس النفس والقدرة على الصبر مع إقناع الذات باللقاء القريب في بعد الزمان والمكان اللامحدودين .. ومع ذلك يأتي الملل وينتحر الأمل ويزرع الشوق رغبة في الانتقام .. كل النساء يمثل لهن العشق رباطا مقدسا يستوجب الوفاء والصدق والتضحية بكل شيء من اجل الحفاظ عليه .. التضحية التي تتطلب نكران الذات ومصاحبة الأمل الكاذب .. فتكون في العشق هنا كوردة تقدم جمالها واريجها لاسعاد الآخر وفي المقابل تذبل لحظة بعد لحظة .. هذه الوردة مهما حاولت استعادة نفسها ومغالطة الواقع .. سيأتي يوم وتفقد كل شيء .. حين يتأكد لديها ان كل هذه التضحيات لاطائل تحتها .. هنا تتحول من الأنا إلى الآخر .. فتظهر الرغبة في التنكر لكل ماسبق والعزم على التنحي وربما الانتقام .. لتنتقم المرأة لكرامتها تُدين الرجل وتصب عليه جم غضبها باتهامه بالغش والخداع والخيانة وانه يتنقل بين النساء كنحلة في بستان تمتص الرحيق من كل الزهور .. فالرجل الذي حملها عبء الانتظار والشوق والحنين وجعلها تخلص وتنتظر وتلتمس في الصبر الاعذار .. هذا الرجل هنا .. اصبح وحشا مجرما ومخادعا كبيرا لايستحق الرحمة والمغفرة .. لانعلم من أين يأتي الخطأ ولكننا نعلم من أين تأتي النار الملهبة التي تنخر داخل المرأة الصادقة الوفية .. انها تشعر بالظلم والإهانة والتهميش وعدم التقدير .. إذا كان العشق عند المرأة عقيدة .. فإنه عند الرجل لعبة وترفيه .. فكل النساء عند الرجل سواء ذلك أن الرجل يحتاج إلى المرأة في حياته .. أي امرأة .. لكن المرأة لاتريد في حياتها إلا رجلا واحدا تكون له كل النساء .. أتمنى ان اكون قد تناولت ولو جزءا من أبعاد القصيدة وقربت الفكرة الأساس من القارئ .. واستسمح الأخت الشاعرة ميمي في هذه القراءة المستعجلة .. تحياتي وتقديري فاطمة امزيل سفيرة المحبة