أسيف:صديق عبد الكريم خضرة فاكهة أخرى أصلها من أمريكا اللاتينية. إنها الطماطم أو البندورة التي انتقلت من هناك إلى سائر أنحاء المعمور من طرف المستعمرين الأسبان. يتم استهلاكها بعدة طُرق، سواء نيئة أو مطبوخة أو سائلة أو على شكل صلصاتٍ عديدة. يتراوح طول هذه الشجرة التي تعمر طويلا ما بين متر و ثلاثة أمتار، و جذعها رخوٌ حيث يمكن أن يسقط بسهولة على الأرض لما يكون مثقلا بالثمار. تاريخها هناك أدلة جينية على أن موطنها الأصلي هو بيرو بأمريكا الجنوبية. من هناك انتقلت بعض أنواعها إلى المكسيك حيث تم زرعها و استهلاكها من طرف أصحاب حضارات أمريكا الوسطى. و يُعتقد بأن المستكشف الأسباني المدعو كورتس هو الذي قام بنقل الطماطم الصغيرة الصفراء إلى أوروبا بعد استيلاءه على مدينة تينوشتيلان الأزتيكية (العاصمة الحالية مكسيكو سيتي)، سنة 1521، رغم اعتقاد البعض بأن كريستوف كلومبس مكتشف القارة الأمريكية كان السبٌاق إلى ذلك سنة 1493. و لقد ظهرت أول كتابة أدبية حول البندورة سنة 1544 من طرف بييترو أندريا ماتيولي أحد الأطباء و علماء النبات الإيطاليين، الذي سماها “التفاح الذهبي”. و لقد قام الأزتيك و الأقوام الآخرون في جنوبالمكسيك، بزراعتها و استهلاكها في مطابخهم 500 سنة قبل الميلاد. بعد الاحتلال الإسباني لأمريكا بدأ بتوزيع هذه النبتة في كل مستعمراته الأخرى في كل من الكاريبي و الفلبين و الجنوب الشرقي لآسيا و كل أنحاء القارة بعد ذلك. ثُم أتوا بها إلى أوروبا حيث تنمو بيسرِ و جودة في مناخ البحر المتوسط. و لقد تم اكتشاف كتاب حول الوصفات المهيأة بالطماطم، و الذي تم نشره بنابولي سنة 1692، رغم أن كاتبه استمد وصفاته من مصادر أسبانية. و في بعض المناطق الإيطالية مثل فلورانسا كانت البندورة مستعملة في تزيين الموائد قبل أن يتم استعمالها في المطبخ أواخر القرن السابع عشر و بداية الثامن عشر. و للطماطم عدة أنواع و أحجام إذ يتراوح قطر الصغيرة منها و المسماة “طماطم الكرز”، ما بين سنتمتر واحد و سنتمترين. أما المسماة “بيفتك” (شريحة اللحم)، فيبلغ قطرها عشر سنتمترات. أما لونها فيختلف من الأحمر القاني إلى الأصفر فالبرتقالي فالوردي فالبنفسجي، بل حتى الأبيض و الأسود. و هناك نوع يسمى ب “طماطم البرقوق” قليلة السوائل مقارنة مع الأنواع الأخرى، أما التي تُزرع بغرض التعليب أو لصناعة الصلصلت فيتم تمديدها بإجراء عمليات مخبرية جينية على البذور. و فيما يخص الإنتاج العالمي من هذه الخضرة، فقد بلغ ما يقرب 130 مليون طن سنة 2008، استحوذت الصين على الربع منه. و هذه بعض الأرقام المبينة لذلك: الصين ..................... 33811702 طن الولاياتالمتحدة ......... 12575900 طن تركيا ....................... 10985400 طن الهند ........................ 10260600 طن إيطاليا ...................... 5976912 طن المجموع العالمي: ......... 129649883 طن. يتم زرع الطماطم في كل الأصقاع، فحتى في إقليم سيبيريا الروسي المتجمد طول السنة يتم زراعتها في الحجرات البلاستيكية الدافئة، بالإضافة إلى وجودها في كل مكان يتميز بالمناخ الملائم. و يمكن كذلك إنتاجها بطريقة الزراعة المائية. و مع تواصل التطور العلمي و التكنولوجي، بدأت في المختبرات عمليات الهندسة الجينية لتهيئ التغذية المعدٌة وراثيا و منها الطماطم التي استطاعوا أن ينتجوا منها من تمكث مدة طويلة دون فساد، أو التي تقاوم كثيرا من الأمراض و الضغوطات البيئية. و هناك مشاريع أخرى لجعلها أكثر سلامة و تغذية. هناك عدة طرق لاستهلاك البندورة. أولُها، نيئة في السلطات. و لا تغيب البتة عن الطبخ في دول البحر المتوسط. فلا يمكن الاستغناء عنها في “البيتزا” الايطالية أو في كل المعجونات الأخرى. و هناك عشرات الصلصات التي تصنع منها. كما تصنع منها عدة عصائر للشرب. و بما أن بعض الدول تنتجها بوفرة، فيتم تعليبها لتكون متوفرة في كل زمان و مكان. و تُعتبر فاكهة بقدر ما هي خضرة. تغذيتها يتم استهلاك الطماطم في كل أنحاء العالم، و يُعتقد بأنها مفيدة للقلب و أعضاء أخرى للجسم. إنها تحتوي على مادة “كاروتين الليكوبين” أحد أكبر المواد الطبيعية المضادة للأكسدة في جسم الإنسان. و قد بينت إحدى الدراسات بأن لهذه المادة تأثير كبير لمنع الإصابة بسرطان البروستاتا. و تبيٌن أيضا أنها تساعد في مقاومة جلد الإنسان للأشعة ما فوق البنفسجية. و تحتوي عل فيتامين'ج' و فيتامين ألف. القطف و النضج عادة ما تقطف الطماطم قبل أن يتم نضجها (إذ يكون لونها لا زال أخضرا و تكون صلبة) و تنضج أثناء خزنها متوارية عن أشعة الشمس و دون غطاء. و مع مرور الوقت يتغير لونها إلى البرتقالي أو الأحمر و تبدأ في التليٌن و تقل نُكهتها المعتادة. يجب الاحتراس و الحذر من الطماطم الخضراء الغير ناضجة و أوراقها و جذورها التي تحتوي على مقادير صغيرة من مادة “الطوماطاين” الشبه قلوية المسمومة، بل تستطيع قتل كلب إذا بالغ في أكلها. ففي 30 أكتوبر 2006 و قع هلع كبير في الولاياتالمتحدةالأمريكية نتيجة إصابة 172 شخصا في 18 ولاية بمرض السالمونيلا الذي نسبوه إلى الطماطم. أدى ذلك إلى سحب السلطات الأمريكية و الكندية للطماطم من كل المخازن و المطاعم. لكن هناك من نسب المرض المذكور إلى نوع آخر من الطعام و هو فلفل السيرانو أو الجالابينيو. لقد تسببت الطماطم في جدل كبير حول انتمائها النباتي خصوصا في الولاياتالمتحدة. فمن قائل بأنها خضرة لأنها مرتبطة بالأكلات المطبوخة التي تُؤكل في بداية وجبة الطعام و احتوائها على نسبة زهيدة من السكر، إلى قائل بأنها فاكهة، لأنها تُؤكل نيئة مع السلطات. و لقد وصل الصراع أشدٌه حول هذا سنة 1887 في الولاياتالمتحدة حيث فرضت السلطات رسوما حول الخضروات و استثنت الفواكه من ذلك. أدى ذلك إلى اعتبار الفلاحين أنها فاكهة، للتهرب من أداء الرسوم. لكن المحكمة الأمريكية العليا حسمت في الأمر في العاشر من مايو 1893، معتبرة أن الطماطم خضرة لأنها تُؤكل في بداية الوجبة الطعامية و ليس في آخرها، مثل باقي الفواكه. غير أن ولاية نيو جيرسي اعتبرت الطماطم الخضرة الرئيسية للولاية، و أركانساس اعتبرتها خضرة و فاكهة في نفس الوقت. و في سنة 2009 سنٌت ولاية أوهايو قانونا يعتبر البندورة الفاكهة الرسمية للولاية. و لقد تم اعتبار عصير الطماطم المشروب الرئيسي للولاية منذ 1965. فوائد الطماطم : تختص البندورة بخصائص طبية تنفرد بها عن بقية الخضار ، فهي تزيل جراثيم المرض العالقة بالجسم ، وتفتح القنوات الطبيعية في الجسم ، وتعمل على تنشيط حركة الكلية . ولا يستفاد من الطماطم بكامل خصائصها إلا عندما تكون بكامل نضجها، وتحتوي على فيتامين ألف بكميات كبيرة . ومن الملاحظ عدم تلف فيتامين ‘ج' الموجود في الطماطم بسرعة كونه محميا بواسطة الحموض ، وتزداد كمية هذا الفيتامين كلما اكتمل نضج الطماطم . ويؤدي تناول عصير الطماطم إلى تطهير المعدة والأمعاء ويزيل عسر الهضم ويطرد الغازات من البطن ويعالج الإمساك . وتحتوي البندورة على الحديد وهو سهل الهضم لذا ينصح المصابون بفقر الدم بتناول الطماطم وعصير الطماطم ، ويمكن إعطاء المصابين بالحمى شوربة الطماطم لتخفيف الآلام .
وتعالج الطماطم الأمراض التالية : الحماض (الحموضة) وهو حاله غير سوية تقل فيها قلوية الدم والأنسجة . التهاب المفاصل وهنا يحضر عصير من ثمرة الطماطم مع أوراقها ثم تمزج بكميات متساوية مع الزيت ( أي زيت يفضله المريض) ثم يسخن حتى يتبخر الماء ويبقى الزيت ومن ثم يوضع فوق المنطقة المصابة لتسكينها . يفيد عصير الطماطم المضاف إليه العسل مرضى السل وكذلك لتخفيف حالة الاحتقان بالقصبات الهوائية. والطماطم غذاء جيد يحتوي على كمية قليله جدا من الكربوهيدرات فتفيد المصابين بداء السكري وكذلك الأشخاص الذين يرغبون في تنحيف أجسادهم
التأثير الثقافي تحتفل مدينة بونيول الأسبانية كل سنة بمهرجان “الطوماطينا” الذي تتم خلاله حرب الطماطم، السلاح الغير القاتل. كما أنه يتم التراشق بها في أماكن عدة من العالم للتعبير عن الاحتجاج والتذمر. و في الأراضي المنخفضة اتخذ الحزب الاشتراكي الهولندي الطماطم شعارا له. ارتباط الطماطم بالخرافة و لقد سبق لي القول بأن الأزتيك و أقوام آخرون في جنوبالمكسيك، كانوا يزرعونها ويستهلكونها في مطابخهم 500 سنة قبل الميلاد. و كان هناك اعتقاد سائد لديهم بأن الذين شهدوا تناول بذور الطماطم، تتمٌ مباركتهم بقوات غيبية. أما لدينا فبعض علماء المسلمين اليوم يعيشون في جهل وضلال, يدعون المعرفة الفقهية والدينية والدنيوية والعلمية, وعقولهم فارغة لا يفقهون شيئا. أُنظروا معي إلى هذه الخطبة الغريبة التي أحدثت زوبعة في الأوساط الفقهية والدينية, ببساطة لأنها تسخر من تخلف وجهل مُعظمنا, فجُل فقهائنا لا يرضون أن ننعتهم بالتخلف, رغم أنهم زعماء التخلف والفكر الظلامي , وهذه هي الخطبة الغريبة : “بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أشرف المرسلين. ( أما بعد ( عباد الله: اختلف علماء الدين كثيرا, وفي ما اختلفوا فيه نوع الشجرة التي أخرجت آدم وحواء من الجنة, فقال قائل رمان, وقال آخر تفاح, وقال آخر أنها من المشمش, فأما المتأخرون من فقهاء المغرب, فقالوا أنها من الصبار الذي يوجد في منطقة أيت باعمران في مدينة سيدي افني, وأما فقهاء سوس فقد نفوا أن تكون الشجرة من نوع الصبار وأكدوا أنها من الأركَان, لكن فقهاء دكالة اتهموا كل الأطراف الأخرى بالزندقة والفجور, وأعلنوا أنها من الطماطم, لأن منطقتهم تشتهر بإنتاج كميات وافرة من الطماطم....” و هناك رواية غير مؤكدة تقول بأن بعض فقهاء المغرب في القرن السابع عشر نادوا بتحريم الطماطم لأن عصيرها الأحمر يشبه الدم الذي حرٌمتهُ الآية الكريمة. بعض الأرقام القياسية للطماطم بلغ وزن أكبر حبة طماطم في العالم 3.51 كيلوغرام، و ذلك في إدموند أوكلاهوما سنة 1986. أما أطول شجرة فبلغت 19.8 مترا في لانكاشاير ببريطانيا سنة 2000. و هناك رقم قياسي دخل كتاب غينس, و هو لشجرة واحدة من الطماطم أنجبت ما يزيد عن 32000 حبة، في المرة الواحدة، بلغ وزنها 522 كيلوغراما، و ذلك في مغرس بلاستيكي ببحيرة “بوينا فيستا” بفلوريدا. رقم قياسي آخر تم تسجيله في بلدة بونيول الأسبانية في الثلاثين من غشت سنة 2007، حيث جمع 40000 مواطن أسباني ما يصل إلى 115 ألف كيلوغراما من الطماطم، ليتراشقوا بها فيما بينهم في مهرجان الطماطم السنوي الشهير.
References المراجع - Online Etymology Dictionary: Tomato - Hartz, T. et al. Processing Tomato Production in California. UC Vegetable Research and Information Center. - “Selecting, Storing and Serving Ohio Tomatoes, HYG-5532-93′′. Ohioline.osu.edu. - “Health benefits of tomatoes”. ^ Freedman ND, Park Y, Subar AF, et al. (May 2008). “Fruit and vegetable intake and head and neck cancer risk in a large United States prospective cohort study”. International Journal of Cancer 122 (10): 2330–6. doi:10.1002/ijc.23319. PMID 18092323. - “CDC Probes Salmonella Outbreak, Health Officials Say Bacteria May Have Spread Through Some Form Of Produce – CBS News”. Cbsnews.com. 2006-10-30. ^ “Spain's tomato fighters see red”. ITV. August 30, 2007. *