شرعت السلطات المغربية في تنفيذ عمليات ترحيل واسعة لمئات المهاجرين غير النظامين الذين يتواجدون في الناظور ومحيط مدينة مليلية المحتلة، تفاديا لتكرار محاولة الاقتحام الجماعية العنيفة التي شهتها حدود مليلية يوم الجمعة الماضي. وحسب جمعيات مهتمة بقضايا الهجرة، فإن السلطات المغربية تمكنت إلى حدود أمس الثلاثاء من ترحيل أزيد من ألف مهاجر سري ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا نحو مدن داخلية مثل خريبكة، بعدما كانت السلطات قد أوقفتهم على إثر محاولة الاقتحام الجماعية الأخيرة لسياج مليلية. ولازالت السلطات المغربية، وفق ذات المصادر، تعمل على ترحيل أعداد جديدة من المهاجرين الذين تمكنت القوات الأمنية من توقيفهم في محيط الناظور ومليلية، ونقلهم عبر حافلات إلى مدن بعيدة، كخطوة الهدف منها إبعاد أي تهديد بقيام المهاجرين بمحاولة اقتحام جديدة لسياج مليلية المحتلة. ويأتي هذا التحرك من السلطات المغربية، بعد الحادث المأساوي الذي عرفته حدود مليلية يوم الجمعة الماضي، عندما شن حوالي ألفي مهاجر غير نظامي محاولة اقتحام جماعية كبيرة لسياج مليلية، مما أدى إلى حدوث مواجهات مع القوات الأمنية المغربية وتدافع كبير تسبب في مصرع 23 مهاجرا وفق ما كشفت عنه السلطات المحلية في الناظور. وتزامنا مع هذه التحركات في مليلية، تقوم السلطات الأمنية المغربية بتحركات مماثلة في محيط مدينة سبتةالمحتلة، حيث تم إبعاد عدد من المهاجرين وإحباط محاولة كان يعتزم العشرات من المهاجرين في تنفيذها بشكل جماعي لاقتحام سياج سبتةالمحتلة في اليومين الأخيرين. وقامت السلطات المغربية بتعزيز التواجد الأمني في حدود مليلية وسبتة، وهو نفس الأمر الذي قامت به القوات الإسبانية في الجهة المقابلة لحدود المدينتين، كإجراء تأهبي للبقاء على استعداد للتصدي لأي محاولة اقتحام جماعية من طرف المهاجرين. جدير بالذكر، أن عدد من المنظمات الحقوقية لازالت تطالب بالتحقيق في أحداث مليلية يوم الجمعة الماضي، لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مصرع أكثر من 20 مهاجرا وما إذا كانت القوات الأمنية المغربية استعملت عنفا مفرطا تُجاه المهاجرين، في الوقت الذي تتحدث تقارير ميدانية عن قيام مهاجرين كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء والعصي الحديدية والحجارة بالدخول في مواجهات عنيفة مع عناصر الأمن المغربي.