قامت السلطات المغربية، منذ أمس الخميس إلى غاية صباح اليوم الجمعة، بنشر عناصر أمنية إضافية بحدود سبتةالمحتلة، تحسبا لأي محاولة اقتحام جماعية من طرف المئات من المهاجرين السريين الذين ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا. ووفق ما كتبته "الصحيفة"، فإن السلطات قامت بوضع عناصر عديدة من القوات المساعدة بالقرب من منطقة تراخال وأمام الممر البحري، إضافة إلى نشر قوات أخرى في منطقة بينزو بالقرب من بليونش، باعتبار تراخال وبينزو من أكثر المنافذ التي يستهدفها المهاجرون السريون. ويأتي هذا التحرك بعد محاولة جماعية عنيفة حدثت في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، حيث نفذ المئات من المهاجرين الأفارقة محاولة للوصول إلى السياج الحدودي لمدينة سبتة من أجل تجاوزه واقتحام المدينة، إلا أن القوات المساعدة المغربية المرابطة أحبطت المحاولة. ومن ضمن المئات من المهاجرين، تمكن بضع عشرات منهم من الوصول إلى السياج الحدودي، إلا أنهم لم يتمكنوا من تجاوزه بفضل التدخل السريع للقوات المساعدة المغربية، وقد أدت التصديات إلى سقوط بعض الإصابات في صفوف المهاجرين وإصابات طفيفة لدى بعض العناصر الأمنية المغربية. وأثبت هذا التصدي من جديد نجاعة التدخلات الأمنية المغربية في الأسابيع الأخيرة بعد عودة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها بين المغرب وإسبانيا، على إثر الأزمة الديبلوماسية التي تسبب فيها زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، وبالتالي فإن سبتة هذه هي المحاولة الثالثة الجماعية التي تُحبطها القوات المغربية أمام حدود سبتة، في حين تمكنت من إحباط عدد من المحاولات الأخرى على حدود مليلية. كما أن بعض أعمال تحصين الحدود مع سبتة التي قامت بها السلطات المغربية بحدود سبتة في الأسابيع الماضية، كوضع المتاريس وتوسيع الأسلاك المانعة داخل عمق البحر، ساهمت بدورها في التصدي للمحاولات التي نفذها المهاجرون مؤخرا للوصول إلى مدينة سبتةالمحتلة. ويستهدف المهاجرون الذين ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا، مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، باعتبارهما خاضعتين لإسبانيا، مما يُقربهم من حلم الوصول إلى أوروبا، كما أن ارتفاع اليقظة والمراقبة في مياه مضيق جبل طارق، تجعل سبتة ومليلية هما الأقرب للمهاجرين.