لأول مرة منذ معاودة فتح الحدود البرية لمليلية، عاشت المدينة يوميا عصيبا أمس الخميس واليوم الجمعة، وذلك بعد قيام المئات من المهاجرين غير النظاميين المتحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، باقتحام أسوار المدينة عنوة الأمر الذي أدى إلى اصطدامات مع عناصر الأمن المغربية والإسبانية، وأعاد إلى الأذهان مطالب الحرس المدني الإسباني بالرفع من تعداد قواته. ووفق ما أكدته سلطات مدينة سبتة فإن محاولات الاقتحام جرت عبر مجموعات منظمة، وبدأت أمس الخميس على الجانب المغربي، وتمكنت خلالها قوات الأمن من التصدي للعملية، أما اليوم الجمعة فإن المئات من المهاجرين الأفارقة أعادوا المحاولة فجرا، وتمكن الكثير منهم من تجاوز السياج الحدودي والوصول بالفعل إلى داخل المدينة. وقالت المصادر ذاتها إن حوالي 400 مهاجر غير نظامي نفذوا محاولة الاقتحام قبل السابعة من صباح اليوم بعدما قاموا بتحطيم إحدى بوابات الحدود وتمكنوا من الوصول إلى مركز المراقبة الحدودية، واستمرت المحاولة لمدة قاربت الساعتين، قامت خلالها عناصر الأمن المغربية بالتصدي للعملية لكن استطاع العديد من المرشحين الوصول بالفعل إلى داخل المدينة. وقبل هذه العملية بأقل من 24 ساعة، كان محيط السياج الحدودي لمليلية على موعد مع محاولة أخرى نفذها أيضا العشرات من المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، لكن السلطات المغربية تمكنت من التصدي لهم وأدى الأمر إلى إصابة 116 من عناصرها، وذلك إثر اشتباكات استمرت لساعات وفق ما أكدته تقارير إسبانية. وعزز المغرب مراقبته للمعبرين الحدوديين لسبتة ومليلية بالتزامن مع إعادة فتحهما الذي جرى الاتفاق بشأنه مع إسبانيا في أبريل الماضي، وكانت من بين الإكراهات المطروحة بعد أكثر من عامين وشهرين من الإغلاق هي تزايد احتمالات حدوث محاولات جماعية لاقتحام الحدود، وهذه المرة عبر بوابات المعابر، الأمر الذي حذرت منه النقابات والجمعيات الممثلة للأمن الإسباني أيضا. وفي ماي الماضي، ومباشرة بعد دخول قرار إعادة فتح المعبرين حيز التنفيذ، حذرت نقابة الحرس المدني من خطر بروز محاولات أكثر عنفا لاقتحام الحدود، مبرزة أن محيط الحدود البرية مع سبتة وحدها تحتاج لتخصيص ما بين 200 و250 عنصرا إضافيا لتأمينها، بالإضافة إلى توفير المزيد من الإمكانيات اللوجستية بشكل عاجل.