شهد السياج الحدودي لمليلية المحتلة، في الساعات الأولى من الصباح اليوم الإثنين، هجوما جماعيا نفذه العشرات من المهاجرين السريين الذين ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا، وتمكن 59 منهم من تجاوز السياج والوصول إلى تراب مليلية، وفق "أوروبا بريس". وحسب ذات المصدر، فإن حوالي 150 مهاجرا سريا نفذوا الهجوم الجماعي على سياج سبتة على الساعة الخامسة صباحا، ورغم تدخل القوات المغربية للتصدي للهجوم إلى جانب القوات البرية للحرس الإسباني، إلا أن 59 منهم تمكنوا من الوصول إلى مليلية، في حين تم اعتراض الباقين. وأشار المصدر ذاته، أن عملية التصدي للهجوم الجماعي للمهاجرين السريين، أدت إلى إصابة مهاجرين إثنين و 3 عناصر من الحرس المدني الإسباني بجروح متفاوتة الخطورة، وقد جرى نقلهم إلى مراكز الاستشفاء لتلقي العلاجات الضرورية. كما جرى نقل جميع المهاجرين الذين تمكنوا من اجتياز السياج الحدودي بالقوة، إلى مراكز خاصة بالإيواء المرتبط بالحجر الصحي، من أجل التأكد من سلامتهم من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، قبل نقلهم إلى المركز المخصص لإيواء المهاجرين غير النظاميين بالمدينة. وتُعتبر هذه المحاولة الجماعية هي الأولى من نوعها في شمال المغرب منذ أكثر من سنة، حيث تراجعت محاولات الاقتحام الجماعية التي ينفذها المهاجرون السريون على حدود كل من مليلية وسبتة، بسبب الاجراءات الصارمة المرتبطة بالحجر الصحي لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد. ويُرجح في ظل تحسن الاوضاع الوبائية في كل من المغرب وإسبانيا، أن تعود محاولات الهجرة السرية بمختلف أشكالها بشمال المغرب، سواء عن طريق الهجرات عبر القوارب، أو عبر محاولات التسلل للأسيجة الحدودية، سواء في مليلية أو سبتة المحتلتين. وتعاني المدينتان الواقعتان في شمال المغرب والخاضعتان للسيادة الإسبانية، من وجود اكتظاظا كبير للمهاجرين غير الشرعيين في مركزي الإيواء الموجودين بالمدينتين، حيث تفوق الأعداد الموجودة بهما الآن الطاقة الاستيعابية لهما. ويدفع هذا الوضع السلطتين في سبتة ومليلية إلى تنظيم بين الحين والأخر عمليات ترحيل المهاجرين إلى مراكز الإيواء الأخرى الموجودة في المدن الإسبانية في الجزيرة الإيبيرية.