لا يزال مستقبل النجم الفرنسي كيليان مبابي يثير الجدل والتساؤل في الأوساط الكروية الفرنسية والاسبانية وحتى الأوروبية والعالمية لأن الأمر يتعلق بأحد أفضل لاعبي العالم حاليا، وتتسابق الأندية الكبرى للاستفادة من خدماته من دون الحاجة الى دفع مقابل مادي للفريق الباريسي رغم مطالبه المالية الكبيرة التي تقارب 50 مليون يورو سنويا بحسب بعض التقديرات، بعد اقتراب انتهاء عقده في نهاية الشهر، وتصريحه بمناسبة حفل تكريم نهاية الدوري الفرنسي من أيام، والذي أعلن فيه مبابي بأنه اتخذ القرار وسيعلن عنه خلال أيام، ما فسح المجال أمام تأويلات تتحدث عن رحيله الى الريال، بينما تبقى حظوظ استمراره مع البياسجي كبيرة، على الأقل لموسمين آخرين بعد أن تأكد رحيل الأرجنتيني أنخيل دي ماريا الى اليوفي نهاية هذا الموسم. في الأوساط الكروية والإعلامية والجماهيرية الفرنسية لا يزال التفاؤل بتجديد عقد مبابي قائما رغم مطالبه المالية الكبيرة والاغراءات المدريدية التي تسعى لمنافسة القدرات المالية للفريق الباريسي الذي يبقى بيئة ملائمة للاعب في هذا السن ويمكنه الرحيل الى أي فريق يريده بعد موسمين اضافيين مع باريس سان جيرمان وتحقيق طموحاته في اللعب للريال أو البارسا أو حتى السيتي وتشلسي وليفربول، بعد أن يحقق دوري الأبطال الذي يفلت للموسم الثالث على التوالي من النادي الباريسي. ومغادرته تعتبر بمثابة خسارة فنية كبيرة للفريق، وانتصار كبير لفلورنتينو بيريز على ناصر الخليفي بحكم العلاقة المتوترة بين الرجلين خلال الفترة الأخيرة خاصة بسبب مشروع الدوري السوبر الأوروبي الذي يقوده رئيس الريال ويعارضه رئيس النادي الفرنسي. البعض يعتقد أن ادارة البياسجي خسرت مبابي عندما فشلت في تجديد عقده نهاية الموسم الماضي، ما يسمح له بالرحيل من دون مقابل بعد أيام، وكان بإمكانها الاستفادة من مبلغ تحويله الذي كان يقارب 160 مليون يورو في وقت ما، لكن البياسجي لم يستسلم لحد الأن، ولم يتردد في الاستجابة لمطالب مبابي الخيالية رغم سعيه بالموازاة للظفر بالبديل الدولي الأوروغواني داروين نونيز مهاجم بنفيكا، اللاعب الواعد البالغ من العمر 23 عاما والذي سيشكل برفقة نيمار وميسي ثلاثياً يسمح للفريق بمواصلة سيطرته على الكرة الفرنسية، والسعي للفوز بدوري أبطال أوروبا. المدريديون متفائلون من جهتهم بالتوقيع مع الدولي الفرنسي، حتى أن الصحافة الاسبانية لم تتردد في الكشف عن موافقة الدولي الفرنسي على الانتقال الى مدريد والإعلان عن ذلك نهاية هذا الشهر خاصة بعد التسريبات التي تحدثت عن لقاء تم الأسبوع الماضي بين إدارة الريال ومبابي في مدريد، وعن دور كريم بنزيمة في التقريب بين زميله في المنتخب وادارة الريال لقيادة هجومه الموسم المقبل والمنافسة على لقب دوري الأبطال الذي يبقى حلم مبابي، مثلما هو حلم كل لاعب الالتحاق بصفوف النادي الملكي الذي يملك قدرات مالية تسمح له باستقطاب النجوم كعادته، واعادة بناء فريق تنافسي مثلما كان يفعل كل مرة ليبقى في مصاف كبار إسبانيا وأوروبا، رغم أن إمكانية إشراف زيدان على الفريق الباريسي قد يرجح كفة تجديد مبابي مع البياسجي. ما عدا البياسجي والريال لم يتجرأ أي فريق أوروبي آخر على دخول معترك التنافس لأجل الظفر بالنجم الصاعد للكرة العالمية، حتى أن يورغن كلوب أعلن من يومين عدم قدرة فريقه على المنافسة من الناحية المادية، وهو الأمر الذي عبر عنه رئيس البارسا خوان لابورتا الذي أكد أن فريقه لا يقدر على توفير راتب سنوي يقارب الخمسين مليون يورو ليقتصر الصراع بين باريسومدريد ويبقى التجديد أو الرحيل لغزا لم يتمكن من فك شفرته أحد رغم أن مبابي اتخذ القرار وينتظر نهاية الموسم ليعلن عنه، ويعلن انتهاء مسلسل دام أكثر من سنة ونصف السنة. *عن صحيفة القدس العربي