وقّعت إسبانيا مع قطر العديد من الاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، والرفع من التقارب الاستراتيجي بينهما، خلال الزيارة التي يقوم بها الأمير القطري تميم بن حمد آل الثاني إلى مدريد، والتي انطلقت منذ يوم أمس الثلاثاء وتنتهي اليوم الأربعاء. وأعلنت قطر من جانبها عن المساهمة في العديد من المشاريع الإسبانية بقيمة تصل إلى 5 مليارات دولار، وهو ما اعتبرته مدريد دليل على الثقة القطرية في الاقتصاد الإسباني، الذي يسير في طريق التعافي من تداعيات فيروس كورونا المستجد. وحسب أوروبا بريس، فإنه إلى جانب الاتفاقيات الموقعة، فإن الحكومة الإسبانية تأمل من خلال التقارب مع الدوحة، إلى الرفع من امدادات الغاز القطري، من أجل تنويع الشركاء وتقليص التبعية لموردين معينين، وبالخصوص روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا، والجزائر التي تواجه مدريد أزمة ديبلوماسية معها بسبب قضية الصحراء المغربية. وأضاف نفس المصدر في هذا السياق، أن مدريد تراهن على أن تكون واحدة من الشركاء البارزين لقطر ممن سيحصلون على زيادة في الإمدادات من الغاز الطبيعي المسال الذي تسعى قطر إلى زيادة انتاجه في أفق سنة 2024 إلى أكثر من 110 مليون طن سنويا، بدل 77 مليون حاليا. وتُعتبر قطر حاليا ثالث البلدان في العالم من حيث احتياط الغاز الطبيعي، وهي خامس مُصدر للغاز إلى إسبانيا، بعد الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر ونيجيريا ومصر، حيث تُمثل صادراتها إلى إسبانيا 4,4 بالمائة من مجموع ما تستورده مدريد من الغاز، حسب آخر الإحصائيات المتعلقة بشهر أبريل الماضي. هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة، تأتي في سياق "أزمة ديبلوماسية" بين إسبانيا والجزائر، بسبب قضية الصحراء المغربية التي أعلنت مدريد تغيير موقفها من هذه القضية وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وهو الأمر الذي أغضب الجزائر ودفعها إلى سحب سفيرها من إسبانيا وتهديد الأخيرة بإيقاف امدادات الغاز في حالة إعادة تصديره إلى المغرب. كما أن هذه الزيارة تأتي على بُعد أسابيع من زيارة الرئيس الإيطالي إلى الجزائر، وتوقيع البلدين على اتفاقيات هامة في الطاقة، من أجل الرفع من إمدادات الغاز الجزائري إلى إيطاليا، وهو ما اعتبرته العديد من الصحف الإسبانية، بأن هذه الخطوة تأتي بهدف سحب الجزائر البساط من إسبانيا في الشراكة الطاقية لصالح روما. وحسب تقارير إعلامية إسبانية عديدة، فإن مدريد بدأت في الشهور الأخيرة، في إيجاد بدائل جديدة لتقليص الاعتماد على الغاز الجزائري، وقد كانت أولى الوجهات هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأمر الذي سجل في الشهرين الأخيرين، ارتفاعا كبيرا في واردات إسبانيا من الولاياتالمتحدة وتفوقها لأول مرة عن واردات الغاز القادم من الجزائر.