في سياق الأزمة الديبلوماسية بين إسبانيا والجزائر، على خلفية الدعم الإسباني للمقترح المغربي للحكم الذاتي، كحل واقعي لملف الصحراء، وعقب تقليص الجزائر لصادراتها من الغاز لإسبانيا، تتجه مدريد، نحو حل للأزمة بتوقيع اتفاقيات في مجال الطاقة مع دولة قطر. وأفادت وكالة الأنباء الإسبانية أن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بدأ رسمية إلى إسبانيا تستغرق يومين، سيتم من خلالها التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، خاصة في مجال الطاقة، قد تتوج بتوقيع اتفاقيات بين إسبانيا وقطر في مجال الطاقة للاستغناء على الاعتماد الكبير على الغاز الجزائري. وتأتي هذه الزيارة في سياق مساعي إسبانيا للبحث عن بدائل جديدة للطاقة، وتعزيز روابطها مع البلدان المنتجة للنفط والغاز، وتوثيق علاقاتها بها بأحدث الاتفاقيات، وفي سياق « أزمة ديبلوماسية » بين إسبانيا والجزائر، بسبب قضية الصحراء التي أعلنت مدريد تغيير موقفها من هذه القضية وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وهو الأمر الذي أغضب الجزائر ودفعها إلى سحب سفيرها من إسبانيا وتهديد الأخيرة بإيقاف امدادات الغاز في حالة إعادة تصديره إلى المغرب. وحسب تقارير إعلامية إسبانية عديدة، فإن مدريد بدأت في الشهور الأخيرة، في إيجاد بدائل جديدة لتقليص الاعتماد على الغاز الجزائري، وقد كانت أولى الوجهات هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأمر الذي سجل في الشهرين الأخيرين، ارتفاعا كبيرا في واردات إسبانيا من الولاياتالمتحدة وتفوقها لأول مرة عن واردات الغاز القادم من الجزائر. وكانت قطر من البلدان التي أعربت إسبانيا في الشهور المنصرمة عن عزمها الرفع من واردات الغاز من هذا البلد، ويبدو أنه في ظل أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا، وتهديدات الجزائر والأزمة الديبلوماسية معها، ستدفع مدريد إلى توقيع اتفاق جديد مع قطر للرفع من واردات الغاز القطري لتقليص الاعتماد على الغاز الجزائري بشكل أكبر. وتعتبر قطر ثالث البلدان في العالم من حيث احتياط الغاز الطبيعي، وهي خامس مصدر للغاز إلى إسبانيا، بعد الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر ونيجيريا ومصر، حيث تُمثل صادراتها إلى إسبانيا 4,4 بالمئة من مجموع ما تستورده مدريد من الغاز، حسب آخر الإحصائيات المتعلقة بشهر أبريل المنصرم.