تتواصل الأزمة الدبلوماسية بين الجزائرواسبانيا، إثر قرار الأخيرة دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية والسماح بالتزود العكسي بالغاز عبر نفس الأنبوب المغاربي الذي كان يمتد من الجزائر إلى مدريد مرورا عبر الاراضي المغربية. تتجه اسبانيا إلى حلحلة أزمة الطاقة التي توظفها الجراة الشرقية وسيلة ضغط دبلوماسي لتغيير مواقف حكومة بيدرو سانشيز، من خلال بحث بدائل أخرى. في غضون ذلك، يجري أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، زيارة رسمية إلى إسبانيا ابتداء يوم غد الثلاثاء ستستمر يومين، سيتم من خلالها التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، خاصة في مجال الطاقة.
وازداد تعلق العالم بالغاز القطري، خاصة أن الدوحة تملك احتياطياً هائلاً وهي أول مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، وسارعت العديد من دول التحالف الغربي إلى البحث عن بدائل لاستيراد الغاز الروسي وتعويض إمدادات موسكو عقب دخولها حرباً ما زالت متواصلة ضد أوكرانيا.
ورغم تأكيد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن بلاده "لن تتخلّى عن التزامها بتزويد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف". إلا هدّدت في مناسبات متعددة عزمها فسخ عقد تصدير الغاز إلى إسبانيا إذا أعادت تصديره إلى طرف ثالث، في إشارة إلى المغرب. إذ قالت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية إن "أيّ كمية من الغاز الجزائري مصدّرة إلى إسبانيا تكون وُجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستُعتبر إخلالاً بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان".
وأكدت وسائل إعلام إسبانية، إنه وفقا لبيانات المراقبة اليومية لنظام الغاز، فقد انخفضت الواردات عبر خط أنابيب الغاز "Medgaz" بنحو 25٪ في الأسبوع الماضي، مقارنة بالمستويات المسجلة في منتصف مارس، وهو عند أدنى مستويات الدخول المسجلة هذه السنة. ومنذ فاتح ماي، دخلت 234 جيجاوات في الساعة، مقارنة ب312 جيجاوات في الساعة، التي تم تسجيلها في 14 مارس، وهو التاريخ الذي أرسل فيه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، الرسالة المثيرة للجدل إلى ملك المغرب بشأن تغيير الموقف السياسي لإسبانيا من الصحراء، ودعم المخطط المغربي للحكم الذاتي.
ورغم تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري في الأشهر الأخيرة، لا يزال نحو ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا يأتي من الجزائر في الربع الأول من هذا العام، مقارنة بأكثر من 40 بالمئة عام 2021، بحسب مشغل شبكة الغاز الإسبانية. ويتم تسليم هذا الغاز إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز تحت البحر ميدغاز الذي يربط بين البلدين مباشرة.