تعتزم الجزائر استئجار عدد من الطائرات الخاصة بإخماد الحرائق، في إطار استعداداتها لمكافحة حرائق الغابات التي تكثر خلال فصل الصيف، بفعل ارتفاع درجة الحرارة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية "واج" نقلا عن مسؤولين بالمديرية العامة الجزائرية للغابات اليوم الإثنين. ووفق ذات المصدر، فإن الجزائر ستستأجر 6 طائرات لشهر يوليوز وغشت المقبلين، على اعتبار أن هذه الفترة تُمثل أكثر الفترات صعوبة من حيث حرائق الغابات، مشيرة إلى أن الطائرات الست المستأجرة، تبلغ سعة أربع طائرات 3000 لتر، بينما تبلغ سعة الطائرتين الأخريين 6000 لتر. وقد سجلت الجزائر في شهر غشت من السنة الماضية، واحدة من أسوأ الحرائق التي عرفتها البلاد في تاريخها، حيث نشبت العشرات من الحرائق في ولاية تيزي وزو وسجلت خسائر قُدرت بمئات الهكتارات من الغطاء الغابوي. كما أن الحرائق التي عرفتها الجزائر العام الماضي تسببت أيضا في مقتل العشرات من الأشخاص، أغلبهم من رجال الإطفاء ورجال الأمن، وقد أعلنت البلاد حالة طوارئ وحداد على ما يجري، خاصة أن السلطات وجدت نفسها عاجزة على إخماد تلك الحرائق في ظل عدم وجود طائرات خاصة بالإخماد. وكان النظام الجزائري قد وجد نفسه في إحراج كبير أمام الشعب، بعدما تبين عدم توفره على معدات لوجيستيكية كافية للتعامل مع الحرائق، خاصة بعدما تبين أن الجار المغربي يمتلك طائرات "كنداير"، التي تُعتبر من أكثر الطائرات في العالم فاعلية في إخماد الحرائق، وتصل سعة كل واحدة منهما إلى 6 آلاف لتر. وكان المغرب قد عرض مساعدته على الجزائر لإخماد الحرائق في ولاية تيزي وزو، عن طريق إرسال طائرتين، غير أن السلطات الجزائرية لم تستجب، في ظل التوتر الديبلوماسي الذي كان قائما بين الدولتين، وبالتالي رفض المساعدة المغربية. ويبدو أن الجزائر لا ترغب خلال فصل الصيف في حالة وقوع حرائق جديدة، أن تجد نفسها في الإحراج الذي عاشته العام الماضي، خاصة أنها كانت قد بحثت عن طائرات في دول أوروبية لاستئجارها، لكنها لم تجد بسبب انشغال أغلب طائرات "كنداير" الأوروبية في إخماد حرائق أخرى كانت قد وقعت في اليونان وتركيا. وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم ن حدة التوتر في العلاقات بين الجزائر والمغرب، إلا أن الملك محمد السادس كان قد بعث ببرقية تعزية ومواساة إلى عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية على إثر الحرائق التي اجتاحت غابات بعض الولايات شمال الجزائر ، مخلفة العديد من الضحايا. ومما جاء في هذه البرقية "فقد تلقيت ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ الحرائق المهولة التي اجتاحت غابات بعض الولايات شمال الجزائر الشقيقة، مخلفة العديد من الضحايا". وأعرب الملك محمد السادس بهذه المناسبة الأليمة، للرئيس تبون، ومن خلاله، للأسر المكلومة وللشعب الجزائري، عن "أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة"، وأضاف" أوكد لكم، باسمي الخاص وباسم الشعب المغربي، تضامننا المطلق مع الجزائر الشقيقة في هذا الظرف العصيب".