بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، على إثر الوفيات التي خلفتها الحرائق التي اجتاحت غابات بعض الولايات شمال الجزائر. ومما جاء في هذه البرقية: "فقد تلقيت ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ الحرائق المهولة التي اجتاحت غابات بعض الولايات شمال الجزائر الشقيقة، مخلفة العديد من الضحايا". وأعرب الملك بهذه المناسبة الأليمة للرئيس الجزائري، ومن خلاله للأسر المكلومة وللشعب الجزائري، "عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، مؤكدا لكم، باسمي الخاص وباسم الشعب المغربي، تضامننا المطلق مع الجزائر الشقيقة في هذا الظرف العصيب". وأضافت البرقية الملكية: "وإذ أشاطركم والأسر المكلومة مشاعر الحزن في هذا الرزء الفادح، لأسأل الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يلهمكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء، ويجنبكم وشعبكم الشقيق كل مكروه". وفي وقت سابق، أعطى الملك محمد السادس تعليماته لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد. وأفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بأنه بتعليمات من الملك محمد السادس، تمت تعبئة طائرتين من طراز "كنادير" للمشاركة في هذه العملية بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية. وفي غضون ذلك، تستمر جهود إخماد النيران التي اجتاحت شمال الجزائر منذ أربعة أيام، بمؤازرة طائرات من الخارج، في اليوم الأول من الحداد الوطني على أرواح 69 شخصا قضوا في الحرائق التي يذكيها ارتفاع درجات الحرارة. وبين قتلى حرائق الغابات، 28 عسكريا كانوا يساعدون في إطفاء النيران، بحسب آخر حصيلة للسلطات. وقضى 37 مدنيا في تيزي وزو وأربعة في بجاية المجاورة، فيما تقول السلطات إن الحرائق التي اندلعت يوم الاثنين الماضي مفتعلة. وأعلنت الحماية المدنية في بيان لها، الخميس، أن فرقها لا تزال "تعمل على إخماد 92 حريقا عبر 16 ولاية"، أكبرها "37 حريقًا في تيزي وزو و15 في ولاية الطارف و11 حريقا في بجاية و8 حرائق في جيجل وأربعة في سوق أهراس".