تلقت الحكومة المغربية تحذيرات بإمكانية وجود أزمة للماء خلال فترة الصيف المقبلة، وذلك في ظل انخفاض معدل التساقطات المطرية وتراجع حقينة السدود، التي تجاوز معدل ملئها الثلث بقليل في حين أنه خلال الفترة نفسها من السنة الماضية تجاوز النصف، الأمر الذي دفع الفريق النيابي لحزب التقدم والاشتراكية إلى دق ناقوس الخطر عبر سؤال برلماني. وقالت الوثيقة الموجهة إلى نزار بركة، وزير التجهيز والماء، بتاريخ 28 أبريل 2022، أن المغرب يمر بفترة تتسم بالجفاف، رغم التساقطات المطرية الأخيرة مبرزة أن نسبة ملء السدود إلى حدود الفترة الراهنة لا تتجاوز 34.3 في المائة، مقابل 51.3 في المائة خلال نفس الفترة من السنة الماضية، وذلك بتفاوتٍ بين الأحواض المائية، كما تعرف الفرشاة المائية استنزافاً متفاقما. وأوضح الفريق البرلمان أن اقتراب موسم الصيف تقترب معه مخاطر انقطاع أو اضطراب التزويد بالماء الصالح للشرب في عددٍ من مناطق المملكة، مع ما يُمكن أن يُسببه ذلك من مشاكل واحتجاجات اجتماعية، مذكرا الوزير بمسؤوليته في الرصد والاستباق والتدخل. وتساءل الفريق عن لائحة المناطق التي ستعرف خصاصاً استثنائيا فيما يتعلق بالماء الصالح للشرب، وكذا حول الإجراءات التي تقوم الوزارة بالعمل عليها ميدانيا، بمعية شركائها العموميين من أجل تفادي أي مشاكل عويصة بهذا الصدد، وذلك من قبيل حفر آبار جديدة وعمليات الربط بشبكة المياه ومحطات التحلية وصيانة الشبكة وتعلية سدود. وكان بركة قد أعلن أمام لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بمجلس النواب، في بداية مارس الماضي، أن الاستراتيجية الوطنية للماء قد باءت بالفشل، وهي الاستراتيجية التي جرى عرضها أمام أنظار الملك محمد السادس سنة 2009، مبرزا أن ن موارد المياه في المغرب تعاني من الطلب المتزايد على هذه المادة بالإضافة إلى استغلال المياه الجوفية بشكل مفرط والتلوث الذي تعاني منه العديد من مصادر الماء. وأوضح وزير التجهيز والماء أن مخزون مياه الشرب يعاني من نقص حاد، الأمر الذي أدى إلى اتخاذ تدابير استعجالية من بينها تحويل مياه سدود مخصصة للأغراض الفلاحية إلى ماء شروب، في الوقت الذي تعثرت فيه مشاريع العديد من السدود التي تدخل ضمن الاستراتيجية الوطنية للماء، وأورد أن إجمالي الموارد المائية في كل السدود الكبرى بالمملكة تعاني من انخفاض حاد.
