أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء من الجزائر، أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن لم تُغير الموقف الرسمي لواشنطن بخصوص ملف الصحراء، وهو الأمر الذي يأتي بعد أن جددت وزارته التأكيد على أنها تعتبر مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل "الأكثر جدية وواقعية ومصداقية"، وأن من شأنه أن يلبي تطلعات الصحراويين. وبدا بلينكن مقتضبا في الحديث عن هذا الموضوع خلال ندوة عقدها بمقر السفارة الأمريكيةبالجزائر، حيث أكد دعم بلاده لحل سياسي للملف في إطار الأممالمتحدة، إلا أنه شدد على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تُغير موقفها من الملف، في إشارة إلى المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس السابق، دونالد ترامب، في دجنبر من سنة 2020، المُعترف بسيادة المغرب على المنطقة، والذي لا زال العمل به ساريا في المؤسسات الحكومية الأمريكية. والتقى بلينكن اليوم بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقصر المرادية، ولم يرشح شيء بعد عن مضمون هذا اللقاء ومخرجاته، إلا أن ديوان رئاسة الجمهورية أكد أن من بين الحاضرين كان وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، إلى جانب وزير الطاقة محمد عقراب، الأمر الذي يشي بالتطرق إلى ملف عودة تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي المار من الأراضي المغربية، والذي يوصل هذه المادة إلى إسبانيا والبرتغال، في ظل تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على سوق الطاقة. وكانت الخارجية الأمريكية قد استبقت زيارة بلينكن إلى المغرب والجزائر بالتأكيد على استمرار واشنطن في دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، من طرف نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان والمتحدث باسم الوزارة نيد برايس، وأمس الثلاثاء قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن موقف الولاياتالمتحدة الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، هو موقف ثابت منذ إدارات أمريكية متتالية. وتأتي زيارة بلينكن للجزائر في سياق تعرف فيه قضية الصحراء العديد من التطورات، أبرزها إعلان رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي، ما دفع الجزائر إلى استدعاء سفيرها من مدريد احتجاجا على هذه الخطوة، وشرعت وسائل إعلام مقربة من النظام في التلويح بوقف تزويد إسبانيا بالغاز الطبيعي.