أقدمت عدد من الدول الغربية على إغلاق أجوائها في وجه الطائرات التي تحمل العلم الروسي المتخصصة في نقل المسافرين، مما أجبر الشركات الروسية المسيرة لهذه الطائرات إلى البحث عن مسارات جوية جديدة للوصول إلى وجهاتها من روسيا. وحسب ما أظهرته العديد من المنصات المتخصصة في تتبع ورصد تنقلات الطائرات، فإن طائرات مدنية روسية تابعة لشركتي "Azur Air" و"Nordwind" بدأت تلجأ إلى الأجواء المغربية من أجل العبور إلى وجهاتها في أمريكا اللاتينية، وبالخصوص إلى دولة المكسيك. وحطت عدد من الطائرات التابعة للشركتين المذكورتين في مطار أكادير، ثم أكملت وجهاتها إلى أمريكا الجنوبية في الأيام القليلة الماضية، في حين تعبر طائرات أخرى تحمل العلم الروسي الأجواء المغربية نحو وجهات دولية دون أي مشاكل، ما يعني أن حركة العبور الجوي بين روسيا والمغرب لازالت قائمة ولم يطرأ عليها أي تغيير، بالرغم من العقوبات التي قررت الدول الغربية فرضها على موسكو بسبب اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن المغرب وروسيا كانا قد وقعا على اتفاق بشأن الخدمات الجوية بين الحكومة المغربية وحكومة روسيا الاتحادية خلال الزيارة التي كان قد قام بها الملك محمد السادس إلى موسكو في سنة 2016، والتقى فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي اتفاقية تندرج ضمن 16 اتفاقية كبرى بين البلدين. وحسب بلاغ أصدرته الحكومة المغربية عقب تلك الزيارة، فإن الاتفاق الموقع بين الحكومة المغربية وحكومة روسيا الاتحادية بشأن الخدمات الجوية، يندرج في إطار رغبة البلدين في تعزيز نظام النقل الجوي الدولي المبني على المنافسة بين مؤسسات النقل الجوي، وضمان أعلى درجات السلامة والأمن في النقل الجوي الدولي. ويحدد هذا الاتفاق، الذي وقعه أنذاك وزير التجهيز والنقل واللوجستيك السابق عزيز الرباح، ووزيرة النقل الروسية ماكسيم سوكولوف، الحقوق التي ستمنح من قبل الطرفين المتعاقدين، وخاصة الحق المتعلق بالهبوط بإقليم الطرف الآخر عند استغلال الطرق المحددة في ملحق هذا الاتفاق لغرض إركاب وإنزال الركاب والبضائع والبريد المنقولين بطريقة منفصلة أو مجتمعة على الخطوط المحددة في جدول الطرق من أو إلى النقاط المتواجدة على إقليم الطرف المتعاقد الآخر. وترتكز الشركات الروسية المتخصصة في النقل الجوي على هذا الاتفاق، لدخول الأجواء المغربية ونزول الطائرات الروسية بالمطارات المغربية في الوقت الراهن، لتجاوز المنع الغربي الذي يقف في وجهها في العديد من المسارات الجوية.