نبّهت حادثة سقوط الطفل المغربي ريان في بئر عميقة غير مسيجة، العديد من البلدان في العالم إلى خطر الآبار المكشوفة التي تهدد حياة الأشخاص وتودي بحياة الكثيرين سنويا، دون اتخاذ خطوات وإجراءات جدية لمنع هذا النزيف، لكن بعد واقعة الطفل ريان التي استأثرت باهتمام دولي كبير بدأت بعض الدول في اتخاذ خطوات فعلية في هذا الاتجاه. ومن بين الدول التي أعلنت بشكل رسمي التعامل مع خطر الابار المكشوفة، هي المملكة العربية السعودية، حيث أصدرت وزارة البيئة والمياه والزراعة إعلانا لعموم المواطنين السعوديين تدعوهم للتبليغ عن الآبار المكشوفة ووضعت رقما هاتفيا للتواصل، من أجل ردم هذا الآبار، وقد كشفت ذات الوزارة في ذات اليوم عن ردم وتحصين 2450 بئر مهجورة في ربوع المملكة العربية السعودية حتى الآن. كما أن الجزائر بدورها من بين البلدان التي تحركت سلطاتها للتعامل مع خطر الآبار المكشوفة تزامنا مع قضية الطفل ريان المغربي، حيث شرعت ولاية مسيلة الجزائرية جسب مصادر إعلامية دولية، في ردم الآبار المكشوفة لتحييد خطرها عن المواطنين، ومن المنتظر أن تشن السلطات الجزائرية حملة في مختلف الولايات للقيام بنفس العملية. هذا وأعلن مسؤول أردني باسم وزارة المياه والري في الأردن، عقب حادثة الطفل ريان المغربي، أن جميع الآبار الارتوازية المهجورة وغير المجدية في الأردن يجري حاليا ردمها، وذلك من أجل تفادي مخاطر سقوط الأشخاص والأطفال فيها. هذا وقد ارتفعت الكثير من الأصوات داخل المملكة المغربية، تطالب السلطات بإطلاق حملة لردم الآبار المكشوفة والمهجورة، وتسييج الآبار التي لازالت تقدم وظيفة الاستسقاء، من أجل تفادي أي سيناريو مشابه لما تعرض له الطفل الضحية ريان آورام في منطقة إغران بجماعة تمروت بإقليمشفشاون شمالي المغرب. ويُعتبر إقليمشفشاون من أكثر الأقاليم في المغرب التي توجد به العديد من الآبار المحفورة بطريقة "الصوندا" والتي تُحدث ثقبا ضيقا في عمق الأرض من أجل استخراج الماء، بسبب شح الموارد المائية في هذا الاقليم الذي يغلب عليه الطابع الجبلي في تضاريسه وبكثرة البوادي والقرى النائية فيه. كما طالب نشطاء مغاربة من السلطات المحلية والمنتخبة بضرورة ايجاد حلول لقلة الموارد المائية التي تعاني منها الكثير من البوادي والقرى في إقليمشفشاون، حتى يتوقف سكان هذا المناطق على الاعتماد على حفر الآبار الضيقة العميقة لاستخراج الماء، وبالتالي تكرار خطر سقوط الاطفال. هذا وتجدر الإشارة إلى أن الضحية ريان كان قد سقط في بئر ضيقة عميقة بطول 32 مترا تحت سطح الأرض، وقد ظل فيه مدة 5 أيام، منذ يوم الثلاثاء الماضي إلى غاية ليلة السبت الأخير، وقد تم انتشاله جثة هامدة بعدما كان حيا على الأقل لمدة 3 أيام.