بمجرد الانتهاء من مأساة الطفل ريان وإعلان وفاته بعد خمسة أيام على سقوطه في بئر مهجور تعود ملكيته لعائلته، سارعت مجموعة من الدول لإطلاق حملة شاملة لإغلاق وردم الآبار المهجورة. والبداية كانت من المغرب الذي تابع من خلال العالم على مدار 5 أيام القصة الحزينة للراحل ريان، حيث قامت وزارة الداخلية بتوجيه تعليماتها للسلطات المحلية لإحصاء للآبار والحُفر المهجورة والقريبة من التجمعات السكانية، والقيام بالمطلوب بأقصى سرعة.
وتنفيذا لتوجيهات وزارة الداخلية المغربية، استنفرت مجموعة من العمالات والجماعات المحلية وأطلقت حملة إغلاق وتغطية الآبار المهجورة على رأسها عمالتي تنغير والجديدة.
وغير بعيد عن المغرب، شهدت الجزائر حملات مشابهة لتغطية الآبار، خاصة وأن البلاد شهدت سابقا حالات سقوط داخل الآبار، أبرزها واقعة الشاب عياش محجوبي الذي توفي قبل نحو 3 سنوات في محافظة المسيلة جنوب شرقي البلاد بعد سقوطه في بئر عمقه 30 مترا.
إذ في نهاية شهر دجنبر من عام 2018، انتشلت السلطات المختصة جثة عياش من داخل البئر الارتوازي بعد 9 أيام، وتحولت قصته إلى قضية رأي عام شغلت البلاد، وجلبت متضامنين من عدة محافظات، ومتطوعين بآليات للحفر، وقضى البعض لياليهم قرب البئر رغم البرد الشديد.
وقبل أيام قليلة، لقي شاب بولاية خنشلة الجزائرية حتفه إثر سقوطه في بئر بعمق 150 مترا، وانتشلت جثته فرق خاصة للحماية المدنية.
وشهدت ولايات الجزائر تعاطفا كبيرا جدا مع الطفل ريان، حيث عبر الجزائريون عن تضامنهم مع ريان منذ الإعلان عن مأساته وساهموا بشكل كبير في التعريف بقضيته من خلال هاشتاغ "أنقذوا ريان".
وفي فلسطين أيضا، أطلقت حملة ووجهت دعوات للسكان لإغلاق الآبار المهجورة والمكشوفة، وفي قرية دير إبزيع غرب رام الله قام السكان بإغلاق فوهات الآبار القديمة المكشوفة، وطالبوا كل من يملكون الآبار إلى تغطيتها، كما بادر سكان قرية دير إبزيع أيضا باقترح "نوعي وعملي" وذلك بأن يتم بناء أبواب حول فتحات الآبار مع وجود أقفال لها لمنع الأطفال من السقوط فيها، وذلك بهدف الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات.
السعودية
وفي السعودية، أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، اليوم الإثنين، عن ردم وتحصين 2450 بئرا مهجورة، فيما تواصل العمل على ردم بقية الآبار المكشوفة، وذلك في سياق ما شهدته الأيام الماضية من تفاعل كبير مع حادثة الطفل المغربي ريان الذي توفي بعد سقوطه في بئر بعمق 32 مترا.
وجددت الوزارة تحذيرها من خطر الاقتراب من الآبار المهجورة، مؤكدة أنها تولي أهمية قصوى لمعالجة وضع الآبار المهجورة، سواء التقليدية أو الارتوازية ومنع خطرها على المارة، وخصوصا الأطفال.
كما قامت السعودية بتشكيل لجنة في كل مناطق البلاد المعنية بالحملة، تقوم بحصر الآبار المهجورة وتحديد الإجراءات والضوابط التي تضمن سلامة عابري الطرق والمتنزهين.
و تمكنت فرق البحث والإنقاذ من إخراج الطفل ريان أورام بعد خمسة أيام من الجهود المتواصلة والدؤوبة للوصول إليه في البئر الذي سقط فيه على عمق 32 مترا.
وتمكنت فرق الانقاذ من الوصول إلى جثة الطفل ريان واخراجها بفضل عمل ميداني شاق ومضني وبدون انقطاع ولا توقف دام طيلة خمسة أيام ، حيث تم نقلها على متن سيارة خاصة ، ثم عبر مروحية طبية تابعة للدرك الملكي .
و على إثر هذا الحادث المفجع والمؤلم لكل المغاربة ، الذي أودى بحياه الطفل ريان أورام، أجرى الجلالة المك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع خالد أورام، ووسيمة خرشيش، والدي الفقيد، الذي وافته المنية بعد سقوطه في بئر على مقربة من منزل العائلة .
ومنذ يوم الثلاثاء الماضي، تعبأت الجهود بدون توقف وبلا كلل من أجل إنقاذ الطفل ريان، 5 سنوات، حيث تم إنشاء لجنة تتبع وإنقاذ على مستوى عمالة إقليمشفشاون، أشرفت على تنسيق جهود مختلف فرق التدخلات ، من وقاية مدنية ورجال الدرك الملكي والسلطة المحلية و مسعفين ومتطوعين من منظمة الهلال الأحمر وأطباء وممرضين ومهندسين و تقنيين .