غادرت منصة "ستينا دون" المتخصصة في التنقيب عن الغاز والنفط، الساحل الأطلسي المغربي قبالة العرائش، بعد أداء مهمتها الكاملة التي استُقدمت من أجلها من طرف شركة "شاريوت للغاز والنفط" البريطانية لمعرفة مُقدرات الغاز في البئرين "أنشوا 1" و"أنشوا 2". وأظهر "Vesselfinder" المتخصص في تتبع ورصد حركة السفن والمنصات العائمة في العالم، مغادرة المنصة المذكورة للساحل المغربي نحو بريطانيا، حيث اقتربت من الوصول إلى وجهتها، بعد أزيد من شهر قضتها في مهام التنقيب عن الغاز قبال ساحل العرائش حيث تتوفر شركة "شاريوت" على تراخيص التنقيب عن الغاز. واعتبرت الشركة البريطانية، في بيان لها أن عمليات التنقيب عن الغاز التي تمت بواسطة منصة "ستينا دون" بالساحل المغربي كانت ناجحة، وقد أكدت عمليات التنقيب عن وجود الغاز في البئرين المذكورين، مشيرة عبر موقعها الرسمي عن انطلاق المرحلة الثانية من تحليل مقدرات الغاز في البئرين للتأكد من أحجامها وإمكانية تحويلها إلى الاستخدام التجاري. وكانت شركة "Chariot" البريطانية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز، قد أعلنت في 10 يناير الجاري عن اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي بالمغرب، وصفتها بأنها "تجاوزت التوقعات" التي كانت لدى الشركة سابقا، مما يجعل إمكانية تحول المملكة المغربية من البلدان المنتجة للغاز أقرب إلى التحقق. وحسب بلاغ رسمي للشركة أنذاك، فإن أعمال الحفر التي قامت بها منصة "ستيان دون" في منطقة الحفر الثانية التي تقع قبالة ساحل العرائش، أو التي يُطلق عليها ب"بئر أنشوا 2" أدت إلى اكتشاف مخزون مهم للغاز يفوق ما تم اكتشافه في البئر الأول "أنشوا 1" في نفس الساحل بحوالي الضعف. وأوضحت الشركة في ذات السياق، أن أعمال التنقيب في منطقة الحفر الثانية تشير المعطيات الأولية إلى وجود غاز على مساحة 100 متر، وذلك أكثر مما تم اكتشافه في منطقة الحفر الأولى التي أظهرت المعطيات السابقة إلى وجود الغاز على مساحة 55 متر فقط. وقال أدونيس بوروليس، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة شاريوت البريطانية تعليقا على هذه المستجدات، أن "هذه نتيجة هائلة وأود أن أشكر المكتب الوطني المغربي للكربوهيدرا وشركائنا على الترخيص وجميع المشاركين على دعمهم الذي لا يقدر بثمن، والذي مكّن من حفر البئر بأمان ونجاح وفي الوقت المناسب خلال فترة التحديات التشغيلية واللوجستية الكبيرة المطروحة بسبب وباء كورونا". وتجدر الإشارة إلى أن شركة "Chariot Oil & Gas" كانت قد أعلنت منذ أزيد من شهر على أنها تمكنت من نقل منصة "ستينا دون" العملاقة المتخصصة في أعمال الحفر حول الغاز والنفط، إلى سواحل المملكة المغربية، بعد توفير كافة التمويلات اللازمة وعقد اتفاق مع الشركة المالكة لهذه المنصة. وجاءت تلك الخطوة من الشركة البريطانية، بعد ظهور نتائج كانت قد وصفتها وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدمة المغربية، ليلى بنعلي، ب"المشجعة" بوجود آبار للغاز قبالة ساحل العرائش، وهو ما دفع بشركة "شاريوت" لاستقدام هذه المنصة.