قالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن الزعيم السياسي الجزائري والأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، يقيم في المملكة المغربية في هدوء وتحت حماية أمنية مغربية، بعدما غادر الجزائر وقرر اللجوء السياسي في الرباط. وأضافت المجلة الفرنسية، أن عمار سعداني يرفض حاليا الظهور الإعلامي، بسبب التوتر القائم بين المغرب وجارته الشرقية، من أجل أن يتفادى "استفزاز الجزائر" بأي خرجة إعلامية، خاصة أنه عُرف حتى عندما كان في الجزائر بإعلانه عن مواقف تخالف النظام الجزائري، خاصة في قضية الصحراء التي أعرب عن مساندته لسيادة المغرب على الصحراء واعترف بأن الصحراء مغربية وانتقد تورط الجزائر في هذا الملف. وأشارت جون أفريك إلى أن عمار سعداني الذي وصفته بالرجل الهام في النظام الجزائري حيث كان مقربا من السعيد بوتفليقة وقائد الأركان السابق أحمد قايد صالح، يعيش حاليا في المغرب بهدوء ويتنقل بحرية تامة في المملكة المغربية، مضيفة بأن السلطات الأمنية المغربية توفر له حماية أمنية كبيرة. وكانت ذات المجلة، قد كشفت في وقت سابق، أن ليس عمار سعداني وحده من السياسيين الجزائريين الذين يعيشون في المغرب، بل عددهم منهم قرروا الاستقرار في المملكة منذ شهور مضت، لكن لم تشر إلى الآخرين بالإسم عدا سعداني. جدير بالذكر أن عمار سعداني كان قد أعلن في الكثير من المرات في خرجات إعلامية داخل الجزائر، أن الصحراء جزء من التراب المغربي، واعتبر أن الجزائر تورطت في قضية لا علاقة لها بها، وتخسر ميزانيات كبيرة عليها دون فائدة، ودعا إلى إنهاء هذا النزاع بين البلدين وإعادة العلاقات إلى علاقات أخوية. ويرفض النظام الجزائر بقيادة تبون وشنقريحة، هذه الدعوات التي تصدر بين الحين والآخر من سياسيين جزائريين يدعون إلى المصالحة مع المغرب وإنهاء عقود من القطيعة والتوترات، على قضية يُقدم لها المغرب حلا عادلا باعتراف العديد من الأطراف الدولية، ألا وهي مبادرة الحكم الذاتي للصحراويين. وقد ازدادت مبادرة الحكم الذاتي المغربية قوة ودعما دوليا، بعدما اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء، واعتبارها لمبادرة الحكم الذاتي حلا عادلا لإنهاء النزاع، وقد سارت على خطاها العديد من الدول العربية والإفريقية والأوروبية.