احتفى الإعلام الجزائري بوصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، إلى الجزائر، التي حل بها يوم أمس الأحد في زيارة تستمر 3 أيام، ليس لأن الأمر يتعلق بأول زيارة لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية إلى هذا البلد المغربي منذ 7 سنوات، ولكن لأن الأمر يتعلق برحلة تشمل تونس وتستثني المغرب التي قررت الجزائر قطع العلاقات معها وتتهمها باستهدافها عبر علاقاتها مع إسرائيل، خاصة بعد توقيع اتفاق التعاون الأمني بين وزيري دفاع الرباط وتل أبيب. ولم تُعلن فلسطين عن أن للأمر علاقة بجولة مغاربة تستثني المغرب، فعباس سيحل بالجزائروتونس لأسباب منفصلة ومعلنة سابقة، تتعلق بالتحضير للقمة العربية التي ستحتضنها الجزائر من جهة، ومن جهة أخرى من أجل افتتاح مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة التونسية، الأمر الذي أكدته رسميا الخارجية الفلسطينية، وخلال الرحلتين سيلتقي رئيسي البلدين عبد المجيد تبون وقيس سعيد، كما أن الرحلة لا تشمل أيضا ليبيا وموريتانيا. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في تصريح نقلته الإذاعة الجزائرية الرسمية، إن الهدف من زيارة عباس للجزائر هو التحضير للقمة المنتظرة في مارس المقبل، وذلك من أجل "جعل القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى في جدول أعمال القمة العربية المقبلة"، إلى جانب التطرق إلى "الدور الجزائري في الأممالمتحدة وفي المنظمات الدولية والإقليمية". لكن الزيارة تتعلق أيضا بالإعداد لقمة الاتحاد الإفريقي التي يُنتظر أن تُعقد في شهر فبراير المقبل، والتي ستكون حاسمة بخصوص موضوع انضمام إسرائيل كعضو مراقب للمنظمة، الأمر الذي تسعى السلطة الفلسطينية إلى قطع الطريق عنه، وهو ما أكده المالكي أيضا في تصريحاته، إذ أورد أن لقاء عباس بتبون، ثم لقاءه هو بنظيره الجزائري رمطان العمامرة، سيناقش "ما يجب فعله للتمكن من منع إسرائيل من الانضمام للاتحاد الإفريقي". وتقف الجزائر ضد انضمام إسرائيل إلى المنظمة، والتحقت بها تونس في هذا المسعى، إلا أن السلطات والإعلام الجزائريين يوظفان هذا الموضوع في الصراع الدبلوماسي مع المغرب، إذ يعتبران أن الرباط "تساند" إسرائيل في هذا المسعى، على الرغم من أن هذه الأخير لم تُصدر أي موقف رسمي على المقترح الصادر من رئيس المفوضية الإفريقية، موسى فقي. وكان وزير الخارجية الفلسطيني قد أكد أن زيارة عباس إلى الجزائر جاءت بدعوة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كما أن زيارته لتونس جاءت بدعوة من رئيسها قيس سعيد، مبرزا أن الهدف منها هو افتتاح المبنى الجديد للسفارة الفلسطينية بالعاصمة.