أطلق وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان مرحلة التطوير التجاري للمواد غير التقليدية في حقل الجافورة، باستثمارات تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار، بعد أن حققت شركة أرامكو السعودية الجدوى التجارية في تطوير أعمال الغاز الصخري "غير التقليدي". وقال وزير الطاقة إن مناقشات مشروع تطوير حقل الجافورة فتحت الأبواب والآفاق لتطوير مفهوم مزيج الطاقة في المملكة، ما أدى إلى إطلاق برنامج شامل لمزيج الطاقة شارك في إعداده أكثر من 17 جهة، لافتا إلى أن مشروع حقل الجافورة، أكبر حقل غاز غير مصاحب في المملكة، لن يكلف ميزانية الدولة أكثر من خمسة إلى ستة مليارات ريال. وأرست شركة "أرامكو" مقاولات لتطوير مكونات الحقل في باطن الأرض، ومقاولات لمرافق صناعية تشمل أعمال الهندسة والتوريد والإنشاء بقيمة عشرة مليارات دولار. ومن المتوقع أن تصل النفقات الرأسمالية في الجافورة إلى 68 مليار دولار خلال الأعوام العشرة الأولى من التطوير. كما يتوقع أن تزيد النفقات الرأسمالية في تطوير الحقل على 100 مليار دولار خلال عمر المشروع، وأن يسهم في الناتج المحلي بقيمة 20 مليار دولار سنويا "75 مليار ريال". ويمثل المشروع علامة فارقة على صعيد التسويق التجاري لموارد الغاز غير التقليدية في المملكة، وعلى صعيد التوسع في محفظة أرامكو السعودية لأعمال الغاز المتكاملة، ما سيوفر القيمة المضافة اللازمة لتحفيز التنمية الصناعية، وتنويع مصادر الدخل، ومساندة تطور أعمال الكيماويات عالية القيمة والتكامل داخل أعمال الشركة. وفي ضوء حجم احتياطيات الغاز المتاح في باطن الأرض، الذي يقدر بنحو 200 تريليون قدم مكعبة قياسية، يحتوي حوض الجافورة على أكبر طبقة غاز صخري غنية بالسوائل في الشرق الأوسط على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع. ومن المتوقع أن ينتج حقل الجافورة 200 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الطبيعي بحلول 2025. كما يرتقب بحلول عام 2030 أن يصل معدل إنتاج الغاز المستدام إلى ملياري قدم مكعبة قياسية في اليوم، إضافة إلى كميات ضخمة من الإيثان، الذي يعد الذهب الأبيض للتنمية الصناعية، في حين تبلغ الطاقة الإنتاجية للغاز الجاف ما يزيد على ملياري قدم مكعبة في اليوم عند اكتمال التطوير، ما يشكل زيادة 20 في المائة عن المستوى الحالي. وفي مجال شبكة الغاز الرئيسة، سيتم إنشاء 23 محطة ضخ جديدة، ليصل إجمالي المحطات إلى 35 محطة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة طول الأنابيب من 4500 كيلومتر إلى 8700 كيلومتر. ويستهدف المشروع إنتاج 418 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الإيثان، وكذلك إنتاج كمية ضخمة تبلغ 630 ألف برميل تقريبا في اليوم من سوائل الغاز والمكثفات ذات القيمة العالية، ما سيجعل المملكة أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم. ويمثل المشروع مقوما أساسا في استراتيجية الشركة طويلة الأجل، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي استثمارات مشروع الجافورة الرأسمالية والتشغيلية أكثر من 100 مليار دولار خلال ال15 - 20 عاما المقبلة.