أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية عن قرب "تطبيع" العلاقات بين الرباطومدريد بعد الأزمة الدبلوماسية الأسوأ من نوعها منذ 19 عاما، والتي تلت دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إلى إسبانيا بشكل سري بهوية مزورة في أبريل الماضي، حيث أعلنت ممثلتها أمام البرلمان يوم أمس الخميس أن كل الدلائل بخصوص استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا "إيجابية". ووجدت كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالشؤون الخارجية والعالمية، أنجيليس مورينو، نفسها أمام تساؤلات الحزب الشعبي الذي يقود المعارضة حول مصير العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، في ظل عدم وجود تحرك عملي إلى حدود اللحظة يؤكد عودة العلاقات إلى طبيعتها، مبرزة أن العمل يمضي حاليا "بحذر وباقتناع لبناء علاقات متينة"، وذلك خلال حضورها لمناقشة ميزانية وزارة الخارجية للسنة المقبلة. ونقلت وكالة الأنباء "إيفي" عن المسؤولة الحكومية الإسبانية أنها أخبرت أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بأن هناك يقينا بقرب "تطبيع العلاقات" وبأن كل الدلائل جيدة، مستندة إلى خطاب الملك محمد السادس قبل أكثر من شهرين حين عبر عن استعداده للعمل مع رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز على تدشين "مرحلة غير مسبوقة" من العلاقات الثنائية، على أساس "الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات". وتعد مورينو ثاني أهم مسؤولة في الخارجية الإسبانية بعد الوزير خوسي مانويل ألباريس، هذا الأخير الذي كان تعيينه في يوليوز الماضي مؤشرا على رغبة مدريد طي صفحة الخلاف مع المغرب، بعد إعفاء الوزيرة السابقة أرانتشا غونزاليس لايا، والتي كانت وراء دخول زعيم "البوليساريو"، إبراهيم غالي، للعلاج في إسبانيا بشكل سري عبر طائرة دبلوماسية جزائرية، واستنادا إلى هوية مزورة جرى استعمالها لتمكينه من ولوج مستشفى "سان بيدرو" في لوغرونيو. ورغم وجود إشارات إيجابية من الملك محمد السادس من جهة، ومن العاهل الإسباني فيليبي السادس ورئيس حكومة مدريد بيدرو سانشيز من جهة أخرى، إلا أنه لم يُسجل أيُّ تحرك ظاهر لبناء العلاقات الدبلوماسية من جديد، حيث لا زالت زيارة سانشيز إلى الرباط معلقة، كما أن اللقاء المنتظر بين ألباريس ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لم يتم إلى اليوم.