في الوقت الذي يسود فيه الصمت داخل الأوساط الحكومية حول مستقبل العلاقات مع إسبانيا، في ظل التركيز شبه التام على الانتخابات الثلاثية التشريعية والجهوية والجماعية المرتقبة يوم 8 شتنبر 2021، لا يبدو الأمر كذلك لدى الأوساط الحكومية والإعلامية الإسبانية التي تتحدث عن اقتراب عقد اللقاء الرفيع المستوى بين حكومتي البلدين، والمؤجلة منذ العام الماضي، بل مضت أبعد من ذلك حين أوردت أن رئيس وزراء مدريد، بيدرو سانشيز، حصل على الضوء الأخضر للقاء بالملك محمد السادس. ونقلت صحيفة "إل إسبانيول" عن مصادرها داخل الحكومة الإسبانية أن اللقاء بين رئيس الوزراء الإسباني والعاهل المغربي المنتظر في الرباط، أصبح قريبا، مبرزة أن "الملك محمد السادس أمر بالتحضير لهذه الزيارة"، التي قالت إن العاصمة المغربية تستعد لها بالفعل، مرتكزة إلى الخطاب الملكي الأخير ليوم 20 غشت 2021 بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب"، المعلن عن طي صفحة الخلاف مع إسبانيا، واستقباله إيجابا من طرف سانشيز، لتأكيد خبر الزيارة. ويتزامن ذلك مع حديث وسائل إعلام إسبانية عن شروع أعضاء في حكومة سانشيز في التحضير لعقد اللقاء الرفيع المستوى الذي كان مقررا منذ في دجنبر من العام الماضي ثم في فبراير من العام الحالي، قبل أن يخضع للتأجيل، والذي كان التنسيق حوله قد انطلق بالفعل قبيل بروز الأزمة الناجمة عن سماح إسبانيا بدخول زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، إلى أراضيها بشكل سري. ووفق المصادر نفسها فإن الحكومة الإسبانية تنتظر وصول السفيرة المغربية، كريمة بنيعيش، إلى مدريد هذا الأسبوع، مبرزة أن "كل المؤشرات تشير إلى ذلك حاليا"، وأضافت أن المهمة الأولى للدبلوماسية المغربية ستكون هي الإعداد للاجتماع رفيع المستوى، التي ترى أن خروج غالي من إسبانيا ثم أرانتشا غونزاليس لايا من الحكومة، وقبل ذلك استقالة نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب "بوديموس" الداعم للاستفتاء في الصحراء، بابلو إيغليسياس، أمور ستُسهل انعقاده. وقبل كل ذلك، يُتوقع في إسبانيا أن تكون الخطوة الأولى نحو طي صفحة الأزمة، هي ترتيب زيارة لوزير الخارجية، خوسي لويس ألباريس، إلى المغرب للقاء بنظيره المغربي ناصر بوريطة، وهو الأمر الذي كان المسؤول الحكومي الإسباني قد أشار إليه منذ أن عُين خلفا للايا في التعديل الحكومي، غير أنه حينها لم يتلق أي إشارة من الرباط برغبتها في طي صفحة الأزمة. ويرتكز الإسبان بشكل كبير على خطاب الملك محمد السادس للجزم بانتهاء الأزمة الدبلوماسية المستمرة منذ شهر أبريل الماضي، وتحديدا حديثه عن تطلعه "لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقة بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات"، الأمر الذي أبدى سانشيز ترحيبه به.