العثور على سياسي إسباني يجاهر بإدانة حكومة بلاده باعتبارها المتسببة في الأزمة الأخيرة مع المغرب ليس بالأمر الهين، لكن الأغرب أن يصدر ذلك عن أحد أبرز وجوه حزب "فوكس" اليميني المتطرف وأهم ممثليه في البرلمان الأوروبي، الأمر الذي جرى بالفعل حين هاجم هيرمان تيرتش، نائب رئيس فريق المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين حكومة بيدرو سانشيز التي اتهمها بإدخال "إرهابي" إلى البلاد، في إشارة إلى زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، معتبرا أن المغرب "محق في ما فعل". وفي حوار مع صحيفة "إلكونفيدينثيال"، أورد السياسي والصحافي الإسباني السابق بجريدة "إلباييس" أنه غير راض على الموقف الأوروبي الذي أعقب أزمة دخول الآلاف من المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة، معتبرا أنه "لم يكن هناك رد أبدا، فالأمر يتعلق بأزمة مجنونة برزت بسبب الحكومة الإسبانية ومسؤولين غير أكفاء ارتكبوا جميع الأخطاء الممكنة في العلاقة مع المغرب التي نحن في أشد الحاجة إليها"، وأضاف "المغرب جار صعب للغاية اعتادَ على الإساءة لإسبانيا لأنه سُمح له بذلك، وبدون وجود حكومة حازمة وعاقلة لن يكون هناك حل". ووفق تيرتش، فإنه أمام تراكم أخطاء الحكومة الإسبانية، يصعب على الاتحاد الأوروبي فعل أي شيء، موردا "عندما تمارِس تحايلا مستمرا في العلاقات الدولية، فإن ذلك يُحسب عليك، وفي هذه الحالة المغرب على حق، لقد دفعت إسبانيا (الأموال) لإحضار إرهابي لديه ملفات مفتوحة (أمام القضاء) وأخفته في المستشفى بوثائق مزورة، في حين رفضت ألمانيا القيام بشيء مماثل، إنها سلسلة لا نهاية لها من الإخفاقات والأخطاء الصادرة عن حكومة عاجزة". واعتبر السياسي اليميني أن "الدفاع عن الحدود الأوروبية في سبتة" ليست مسؤولية الاتحاد الأوروبي وحده، هذا الأخير الذي دعاه إلى "تقوية مواقفه تجاه المغرب"، لكنه حث مدريد، كونها "صاحبة السيادة التي تملك آليات لممارسة الضغط"، من أجل التصرف بطريقة "معقولة"، قائلا "يجب على إسبانيا أن تضغط بهدوء وثبات ودراية، لقد رأينا كيف تصرفت عند انتهاك المغرب لحدود الكناري (البحرية) وفي أماكن أخرى، حينها لم يحدث شيء".