لقي فيديو الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، للاطمئنان على صحة زعيم جبهة "البوليساريو" الإنفصالية بمستشفى عين النعجة بالعاصمة الجزائرية، أمس الأربعاء، انتشار واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب والجزائر، وأثار الحديث الذي جرى بين تبون وغالي، نقاشا وسجالا، وحتى السخرية من بعض التصريحات. ومن بين مقتطفات الحديث التي أثارت جدلا وسخرية في الوقت نفسه، وفق الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، هو عندما أشاد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بما اسماه ب"امتثال" زعيم البوليساريو للعدالة الإسبانية، حيث قال موجها كلامه لإبراهيم غالي "على كل حال أنا الذي أعجبني وأعجب حتى السيد الفريق (يقصد رئيس أركان الجيش، السعيد شنقريحة) هو أنك امتثلت للعدالة الإسبانية". وأضاف تبون في هذا السياق "وأعطيتم صورة عن الجمهورية العربية الصحراوية، أنها جمهوية القانون ولن تخرج عن القانون" قبل أن يرد عليه زعيم البوليساريو الطريح الفراش "نحن مناضلي قضية، من أي موقع ومن أي مكان وتحت أي ظروف"، ثم غيرا حديثهما نحو الاطمئنان على الحالة الصحية لزعيم الحركة الانفصالية. ووفق العديد من المتتبعين، فإن هذا التصريح، يبقى من التصريحات المثيرة للسخرية، حيث أن الحقيقة هي مختلفة تماما، لأن الجزائر في البداية كانت تنوي نقل زعيم "البوليساريو" للعلاج في إسبانيا "سرا" وبعد الحصول على الضمانات من الحكومة الإسبانية، ولولا افتضاح المخطط ونشر مجلة "جون أفريك" معلومة تواجد غالي في إسبانيا، فإن لا أحد كان سيعلم بدخول وخروج إبراهيم غالي. وهذا يعني، حسب المتتبعين، بأن الجزائر وزعيم "البوليساريو" لا تهمهما أي عدالة، ولولا افتضاح عملية "التهريب" إلى إسبانيا للعلاج، لما "امتثل" زعيم الحركة الإنفصالية للقضاء الإسباني، الذي قرر الاستماع إليه أمس الثلاثاء بشأن التهم الموجهة إليه والتي تتهمه بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان، رفعتها ضده جمعية حقوقية صحراوية وناشط صحراوي يدعى فاضل بريكة. كما أضاف العديد من المتتبعين، بأنه حتى لو كان هناك "امتثال" لزعيم "البوليساريو" للعدالة الإسبانية، فإن القضية لم تنته بعد، وبالتالي يبقى السؤال المطروح، لماذا فرّ غالي من إسبانيا ساعات بعد الاستماع إليه؟ وإذا لا يُعتبر ذلك فرارا، هل سيعود إبراهيم غالي للاستماع إليه مجددا في المحكمة الإسبانية بمدريد، ما دام أن القضية لم تُغلق بعد؟، الكثيرون يستبعدون ذلك. حديث تبون وغالي حول " الامتثال للعدالة"، اعتبره الكثير من المتتبعين، بأنه مجرد مسرحية وتزييف للحقائق الواضحة والتي لا تخفى على أحد، وهي حقائق تتحدث عن محاولة فاشلة للنظام الجزائري لنقل زعيم البوليساريو للعلاج سرا في إسبانيا، ثم التحرك بتنسيق مع إسبانيا لتهريبه من البلاد درءا لمزيد من الضغط، ولا يوجد أي امتثال للعدالة لا من قريب أو من بعيد.