لم يظهر إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو"، في وضع صحي جيد وهو يحاول تبادل عبارات الود مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وقائد الجيش السعيد شنقريحة، اللذان زاراه اليوم الأربعاء في مستشفى "عين النعجة" العسكري، والذي نقل إليه فور قدومه من إسبانيا حيث كان يتلقى العلاج بمستشفى "سان بيديو" بمدينة لوغرونيو، لكن المثير أيضا في هذه الزيارة هي الطريقة التي تحدث بها تبون، والتي عززت فرضية طلب مدريد من غالي مغادرة البلاد. وقال الرئيس الجزائري وهو يواجه كلامه لغالي "الإسبان على كل حال، ومهما كان الحال، نشكرهم على الجهد وعلى القبول في اليوم الأول، والحمد لله العلاج كان صائبا وجئتنا معافى، والحمد لله على كل شيء"، بينما خاطبه شنقوريحة "الحمد لله على السلامة.. أنت في بلدك"، ليكون رده أنه لن يجد بلدا ليكون فيه أحسن من الجزائر، وهو الحوار الذي حمل إشارات مبطنة إلى أن خروج غالي من إسبانيا لم يكن باختياره، في ظل الأزمة التي سببها دخوله "السري" في العلاقات بين الرباطومدريد. وأشارت الحكومة الإسبانية بشكل ضمني إلى دفعها غالي للمغادرة مباشرة بعد مثوله يوم أمس الثلاثاء أمام المحكمة الوطنية العليا لمواجهة تهم تتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في حق صحراويين حاملين للجنسية الإسبانية، وقرار القاضي عدم اتخاذ أي إجراءات احترازية في حقه، إذ أوردت وزارة الشؤون الخارجية أن مدريد أخبرت الرباط عبر القنوات الدبلوماسية بأن غالي غادر المستشفى باتجاه مطار بامبلونا ليُنقل إلى الجزائر، مذكرة بأنه "كان في حالة حرجة عند استقباله لأسباب إنسانية". وكانت قناة "فرنسا 24" عبر مراسلها في مدريد قد أوردت أن الخارجية الإسبانية أخبرت نظيرتها المغربية أنها "استقبلت غالي في وضع حرج والآن خرج من المستشفى، وبالتالي فلا داعي لوجوده هنا"، في حين أن صحيفة "إل بيريوديكو" الإسبانية قالت إن غالي غادر المستشفى وهو لا يزال مريضا وسيكون في حاجة إلى دخول مستشفى آخر، وهو ما يتقاطع مع تصريحات محاميه "مانويل أولي" يوم أمس حين أورد في تصريحات لوسائل الإعلام أن موكله "لا يزال ضعيفا للغاية".