شهد السياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، محاولة اقتحام جماعية لأكثر من 100 شخص، تحت جنح الظلام، الأمر الذي استنفر المصالح الأمنية الإسبانية التي حلت بشكل طارئ بالحدود لمنع أي محاولة اقتحام. وذكرت الصحافة المحلية في مليلية، أن جل الأشخاص الذين حاولوا اقتحام السياج الحدود هم مغاربة إضافة إلى عدد من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب صحراء إفريقيا، مشيرة إلى أن العناصر الأمنية تصدت لهذه المحاولة الجماعية ولم يتمكن أي شخص من دخول المدينة. وأضافت ذات المصادر، أن السلطات الأمنية في مليلية عززت عناصرها على الحدود ورفعت من درجة التأهب من أجل التصدي لأي محاولة اقتحام من طرف المهاجرين على شاكلة ما حدث في مدينة سبتة خلال اليومين الماضيين، حيث دخل الآلاف من الأشخاص. وتُعتبر محاولة الاقتحام الاخيرة لهذا اليوم في مليلية، هي السادسة من نوعها خلال الأسبوع الأخير، وقد زادت المخاوف من احتمالية ارتفاع محاولات اقتحام السياج الحدودي لمليلية، خاصة من طرف المهاجرين المنحدرين من دول جنوب صحراء إفريقيا، الذين توجهوا نحو حدود المدينة خلال اليومين الأخيرين بهدف تجاوز السياج الحدودي. وتعيش إسبانيا والمغرب أزمة ديبلوماسية كبيرة، كان من بين أبرز أسبابها استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، وهو الأمر الذي رفضه المغرب وهدد بقطع التعاون مع إسبانيا في عدد من القضايا، ومن بينها قضية الهجرة، وهو ما يفسر عدم تدخل المغرب للتصدي لمحاولات الاقتحام الذي تعيشها كل من سبتة ومليلية. ورغم تعزيز إسبانيا حدود سبتة ومليلية بعناصر أمنية هامة، إلا أن ذلك لن يكون كافيا للتصدي لجحافل المهاجرين الذين ينفذون هجومات جماعية لتجاوز الأسيجة الحدودية بشكل متزامن ومن منافذ متفرقة، حيث تحتاج إسبانيا للتعاون والتنسيق مع الأمن المغربي في الجهة المقابلة. ولا يُعرف لحدود الساعة، إلى أين ستتجه الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، حيث عرفت العلاقات الثنائية تصعيدا غير مسبوق، خاصة أن وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليس، أطلقت تصريحا حادا حيث اتهمت المغرب بممارسة الابتزاز في حق إسبانيا بقضية الهجرة، وأن إسبانيا لن تقبل هذا الابتزاز وحذرت المغرب من التلاعب في هذا الأمر. وبالمقابل، فإن المغرب لم يصدر لحد الآن أي تصريح رسمي بشأن التطورات الأخيرة في كل من سبتة ومليلية، وتصريحات المسؤولين الإسبان، غير أن المتتبعين للعلاقات الثنائية بين البلدين يرون أن الأمور قد تتصعد، وأن المغرب لن يرضخ للتهديدات الإسبانية، خاصة وأن إسبانيا ارتكبت العديد من الأخطاء الديبلوماسية مع المملكة المغربية، ومن بينها استقبال زعيم حركة إنفصالية بشكل سري.