في الوقت الذي لا زال فيه النقاش محتدما بين وزارة الداخلية وبين مجموعة من البرلمانيين، وتحديدا المنتمين لحزب العدالة والتنمية، حول مشروع قانون الاستعمالات المشروعة لنبتة القنب الهندي، الذي يحصر استعمال هذا المنتج الزراعي في الصناعة والصيدلة، ذهب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في اتجاه جديد بعد لقائه أمس الاثنين بممثلي تنسيقية "أبناء بلاد الكيف"، حيث دعا لفتح الباب أمام "الاستعمال الترفيهي" للحشيش. وكشفت حنان رحاب، البرلمانية عن الفريق الاشتراكي وعضو المكتب السياسي لحزب "الوردة"، عن موقف حزبها من هذا الموضوع من خلال تدوينة نشرتها اليوم الثلاثاء، إذ أوردت أن الاتحاديين يعتبرون أنه "من الضروري التفكير الجدي في الترخيص للاستعمال الترفيهي للحشيش بمناطق الزراعة، شأنه في ذلك شأن الترخيص لبيع السجائر والخمور التي تعود بعائدات ضريبية مهمة على الدولة". ولم تفصل رحاب كثيرا في هذا المقترح الذي حصرته في مناطق الزراعة، والتي تنحصر مبدئيا في 5 أقاليم هي الحسيمة وشفشاون وتطوان ووزان وتاونات، لكنها أوردت أن موقف الحزب حاليا هو مساندة طرح تقنين زراعة القنب الهندي، على أن يقتصر على المناطق المعروفة بهذه الزراعة بشكل حصري، كما ورد في مشروع القانون، وإلى جانب ذلك يدعو الاتحاد الاشتراكي إلى "استصدار عفو شامل" لصالح 50 ألف فلاح متابع قضائيا بسبب تجريم زراعة الكيف. "ويتنافى طرح الاتحاد الاشتراكي، وهو حزب ينتمي للتحالف الحكومي والأغلبية البرلمانية، مع ما جاء على لسان وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت يوم 28 أبريل الماضي، أمام لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، حين شدد على أن المغرب لن يسمح بالاستعمال الترفيهي للحشيش، موردا "زراعةُ المخدرات ممنوعة وستظل ممنوعة، ولم يأت هذا القانون لتحليل المخدرات أو تقنين استعمالها، هذا ليس هو هدفنا". وجاء لقاء "تنسيقية أبناء بلاد الكيف" مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في سياق لقاءاته مع مجموعة من الأحزاب الممثلة في البرلمان لعرض مذكرتها التعديلية ومناقشة مشروع القانون 13.21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، وهي الجولة التي قادت أعضاء التنسيقية لمجالسة فرق العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة والفريق الحركي والمجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، فيما "رفض" الفريق الاستقلال للوحدة والتعادلية مجالستهم وفق ما أعلن عنه بلاغ سابق للتنسيقية.