اختلف وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقدوم، مع وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، حول مضمون مكالمة هاتفية أجرياها، زوال اليوم، قال وزير الخارجية الجزائري إنها تناولت "سبل إحياء وتقوية الشراكة الاستراتيجية بين الجزائروالولاياتالمتحدة الأميركية في مختلف المجالات، وكذا تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة الأوضاع في الصحراء الغربية، ليبيا ومالي". كان هذا هو مضمون تدوينة نشرها وزير الخاريجة الجزائري على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". في اتصال هاتفي مع كاتب الدولة الأمريكي، توني بلينكن، تم التطرق إلى سبل احياء وتقوية الشراكة الاستراتيجية بين الجزائروالولاياتالمتحدة الاميركية في مختلف المجالات وكذا تبادل وجهات النظر حول القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة الأوضاع في الصحراء الغربية، ليبيا ومالي. pic.twitter.com/QGJHu69dL5 — Sabri Boukadoum | صبري بوقدوم (@Boukadoum_S) April 29, 2021 بوقدوم الذي أدخل قضية الصحراء في تدوينته متحدثا أنه قد ناقشها مع وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، في سياق تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، جاءه الرد سريعا من الوزير الأمريكي الذي قام بتدوينة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كانت مناقضة لمضمون ما جاء في تدوينة وزير خارجية الجزائر. فبعد ساعتين و19 دقيقة من تدوينة الوزير الجزائري صبري بوقدون، نشر وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، تدوينة علي صفحته الرسمية على "تويتر" أكد من خلالها ما يلي: "سعيد بالتحدث مع وزير الخارجية الجزائري بوقادوم، وإعادة التأكيد على أهمية علاقة بلدينا والمساعدة على تعزيز مصالحنا المشتركة". وأضاف الوزير الأمريكي في ذات التدوينة: "ناقشت مع وزير خارجية الجزائر رغبتنا في رؤية الاستقرار والازدهار في ليبيا ومنطقة الساحل، ويسعدني أن أعرب عن تمنياتنا بشهرٍ مُبارك سعيد". Good to speak with Algerian Foreign Minister Boukadoum and reaffirm the importance of our relationship to help us advance our shared interests. We discussed our desire to see stability and prosperity in Libya and the Sahel, and I was glad to extend wishes for a happy holy month. — Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) April 29, 2021 هكذا بدأت التدوينة وهكذا انتهت، دون أن يأتي وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن عن ذكر أنه ناقش مع وزير الخارجية الجزائري قضية الصحراء على خلاف ما نشره صبري بوقدوم. يأتي ذلك، في إطار الصراع السياسي بين الجزائر والمغرب لِكسب وِدّ إدارة بايدن، فالمغرب يرغب تأكيد قرار دونالد ترامب بمغربية الصحراء الذي أصبح قرارا رسميا تم نشره في السجل الفيدرالي الذي يعد بمثابة الجريدة الرسمية في الولاياتالمتحدة، في حين تسعى الجزائر إلى استمالة الإدارة الجديد في البيت الأبيض لسحب هذا الاعتراف. غير أن الخطير في العرف الديبلوماسي هو ما تم ترسيخه اليوم في تدوينتين مختلفتين لوزيرا خارجية بلدين كل واحد منهما يتحدث عن موضوع، ويؤكد أهميته، حيث وزير الخارجية الجزائر يحاول ربح نقاط نفسية بالحديث عن مناقشته مع وزير الخارجية الأمريكي قضية الصحراء، في حين رد الأخير بتجاهل الأمر الأمر وتحديد ما تمت مناقشته في اتصاله الهاتفي مع الوزير الجزائري، ولم يأت على ذكر قضية الصحراء على أنه ملف قد تم مناقشته مع وزير الخارجية الجزائري. فأيهما كان صادقا وأيهما كان كاذبا؟!