أعلنت مصر، بشكل صريح، اليوم الخميس، خلال لقاء جرى بواسطة تقنية الاتصال المرئي بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون المصري، سامح شكري، دعمها للوحدة الترابية للمملكة، واصفة تحركات الرباط بشأن قضية الصحراء ب"الجادة والمصداقية"، وذلك في إطار سعي القاهرة لحشد الدعم لموقفها بخصوص ملف سد النهضة في مواجهة إثيوبيا. وجاء اللقاء المغربي المصري بعد امتناع الرباط عن إبداء موقف علني بخصوص تطورات قضية سد النهضة في غمرة استعداد إثيوبيا للشروع في عملية الملء الثانية، وذلك على الرغم من إعلان العديد من الدول العربية بشكل صريح وقوفها إلى جانب مصر والسودان، وهي الدول التي تصنف عادة في خانة الحلفاء التقليديين للمغرب، على غرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وسلطنة عمان والأردن، وهو الخيار الذي لجأت إليه المملكة بسبب "عدم وضوح الموقف المصري من قضية الصحراء"، وفق مصادر دبلوماسية. وحضرت قضية سد النهضة بقوة خلال هذا الاجتماع، إذ قال أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن الوزير شكري أطلع نظيره بوريطة على مستجدات هذه القضية، وأعرب عن "تقديره للدور المغربي الداعم لمصر في هذا الملف"، كما اتفق الطرفان على "تكثيف التنسيق بين البلدين في إطار الاتحاد الأفريقي، والعمل على تعزيز بنية السلم والأمن في القارة الأفريقية لمواجهة التهديدات التي تواجهها إفريقيا". من جانبها قالت وزارة الخارجية المغربية عبر حسابها الرسمي في "تويتر"، إن الوزيرين "اتفقا على أن الوضع العربي الراهن يتطلب تكثيف التشاور والتنسيق بين المغرب ومصر، وعبرا عن الحاجة إلى جهد عربي فاعل لتعزيز التضامن ورص الصف العربي لمواجهة التحديات الجمة والمعقدة التي يمر منها العالم العربي"، وأضافت أن بوريطة وشكري "شددا على تشبث البلدين بأمن المنطقة العربية واستقرارها ورفضهما للتدخلات الخارجية في شؤونها، وضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وثوابتها الوطنية"، وهو ما يحمل إشارات ضمنية إلى قضيتي الصحراء وسد النهضة. وبخصوص ملف الصحراء تحديدا، قالت الخارجية المغربية إن شكري "جدد دعم بلاده الثابت للوحدة الترابية المغربية ولجهود المملكة الجادة وذات المصداقية لإيجاد حل للقضية"، في الوقت الذي قالت فيه الخارجية المصرية إن القاهرة "جددت دعمها للمسار الأممي الهادف للوصول إلى حد سياسي لهذه القضية، مرحبة بجهود المملكة المغربية الشقيقة الجادة وذات المصداقية للدفع قُدمًا بإيجاد حل عادل ودائم".