قررت السلطات المغربية تعليق العمل بالاتفاق المبرم مع إسبانيا بشأن ترحيل المهاجرين السريين ممن يصلون إلى جزر الكناري انطلاقا من السواحل المغربية، وذلك في ظل التهديدات المستمرة لتفشي السلالات الجديدة لفيروس كورونا المستجد. وحسب وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي"، فإن المغرب علّق العمل بهذا الاتفاق بطلب منه في الأسبوع الماضي، وبالتالي تم إيقاف الرحلات الجوية التي كان يجري تنظيمها بين مطارات جزر الكناري ومطار مدينة العيون في جنوب المغرب. ووفق ذات المصدر، فإن المغرب كان يستقبل كل أسبوع 80 مهاجرا سريا على متن طائرة تحط بمطار العيون، في إطار اتفاق مسبق تم إبرامه في دجنبر 2020 يهدف إلى تخفيف ضغط الهجرة السرية على جزر الكناري الإسبانية التي عانت بشكل كبير منذ العام الماضي من تدفقات كبيرة للمهاجرين السريين. وأشارت وكالة الأنباء "إيفي" أنه لم يتم الإعلان عن أي موعد محدد لعودة عمليات ترحيل المهاجرين السريين من جزر الكناري إلى المغرب، مشيرة في ذات الوقت، أن حوالي 1400 مهاجرا تم ترحيلهم من جزر الكناري إلى المغرب منذ انطلاق عمليات الترحيل الأسبوعية. وكان المغرب وإسبانيا قد اتفاقا على هذه الصيغة من أجل حل مشكلة اكتظاظ المهاجرين السريين على جزر الكناري، بعد زيارة قام بها وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا إلى العاصمة الرباط، حيث ناقشا مع نظرائه المغارب سبل إيقاف تدفقات المهاجرين على جزر الكناري والسماح باستقبال المهاجرين بعد ترحيلهم. ويلعب الموقع الجغرافي دورا مهما في ارتفاع ضغط الهجرة على جزر الكناري، حيث تقع على بعد أميال قليلة من الشواطئ المغربية الجنوبية، كما أنه تقع على مقربة من الحدود الموريتانية، وتشهد وصول قوارب المهاجرين السريين حتى من السواحل السينغالية. وبالرغم من المجهوادت التي يقوم بها المغرب لمنع تدفقات المهاجرين السريين على جزر الكناري، إلا أنه يستحيل منع جميع المحاولات، نظرا لشساعة السواحل الجنوبية المغربية، وصعوبة التنبؤ بأماكن ومواعد انطلاق قوارب الهجرة. ويُعتبر المهاجرون المنحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا، كالسنغال والكوت ديفوار، وغينيا ومالي، من أكثر المهاجرين السريين الذين يحلون بجنوب المغرب عن طريق التسلل عبر الحدود البرية، من أجل تنفيذ محاولات الهجرة السرية إلى جزر كناري، إضافة إلى نسبة مهمة من المهاجرين المغاربة.