سيبقى المغرب بعيدا عن الاتفاق الأمني العربي الإسرائيلي الذي ينتظر أن يجمع الدولة العبرية مع 3 دول عربية تجمعها بها علاقات دبلوماسية رسمية إلى جانب المملكة العربية السعودية، في مواجهة إيران باعتبارها تمثل "تهديدا مشتركا"، وذلك وفق ما أكده الثلاثاء بيني غانتس، وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال غانتس لوكالة "رويترز" إن إسرائيل تدفع باتجاه توقيع اتفاقية مع دول الخليج التي تتشارك معها في "مصالح متشابهة" فيما يتعلق بإيران، موردا أنه "لا يعتقد" أن الأمر سيفضي إلى "اتفاق دفاع" وإنما ب"تطوير العلاقات الدفاعية مع كل دولة لدى إسرائيل علاقات معها" واصفا الاتفاق المنتظر ب"الترتيبات الأمنية الخاصة"، في إشارة إلى استبعاد تشكيل قوات عسكرية مشتركة لمواجهة "التهديدات الإيرانية". وفي فبراير الماضي كشفت شبكة "i24" الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني الناطق بالإنجليزية أن الدول الخليجية التي ترغب إسرائيل في الوصول إلى اتفاق عسكري معها لمواجهة إيران هي الإمارات العربية المتحدة والبحرين، اللتان وقعت معهما العام الماضي "اتفاقية أبرهام"، إلى جانب المملكة العربية السعودية التي لا تربطها أي علاقات دبلوماسية علنية مع تل أبيب. وكشف المصدر نفسه أن الدولة الرابعة التي ستنظم إلى التحالف ستكون هي الأردن، مبرزة أن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي التقى بنظيره الأردني أيمن الصفدي 3 مرات العام المنصرم، متحدثة عن معطيات تفيد بأن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اجتمع "بشكل سري" مع وزير الدفاع الإسرائيلي في دجنبر الماضي. غير أن المنبر الإسرائيلي الذي ربط الأمر باتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل من جهة وبين الإمارات والبحرين والسودان والمغرب من جهة أخرى، لم يضم الرباط والخرطوم إلى هذا التحالف، وهو ما يتماشى مع طبيعة الاتفاقات التي وقعها المغرب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل يوم 23 دجنبر 2020 والتي لم تشمل المجال العسكري. وهمت الاتفاقيات التي وقعت أمام أنظار الملك محمد السادس بالقصر الملكي في الرباط الإعفاءَ من إجراءات التأشيرة بالنسبة لحاملي الجوازات الدبلوماسية وجوازات الخدمة، والتعاون في مجال الطيران المدني، والابتكار والتطوير في مجال الموارد المائية، وإنعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال التجارة والاستثمار. ورغم أن الرباط كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران منذ 2018، إلا أنها تُبقي نفسها بعيدة عن أي صدام عسكري محتمل مع إيران، كما أن علاقاتها مع إسرائيل تتسم ب"التدريج" مقارنة بنظيراتها من الدول العربية، وهو ما يبرز مع خلال اتفاق الطرفين على إعادة فتح مكاتب الاتصال المغلقة منذ سنة 2000 عوض المرور مباشرة لتبادل السفراء.