قالت صحيفة "إلموندو" الإسبانية، أن فرضية إبقاء الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، على قرار الاعتراف بمغربية الصحراء الذي وقعته إدارة ترامب دون أي تغيير، بدأت تتقوى في الأوساط الإسبانية، خاصة لدى أعضاء الحكومة. وأضافت الصحيفة الواسعة الإنتشار في إسبانيا في تقرير يحمل عنوان "إسبانيا تخشى أن جو بايدن لن يغير موقفه من قضية الصحراء المغربية"، أن هناك انطباع يسري بين أعضاء الحكومة الإسبانية، بأن القرار الذي اتخذته الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء، لم يكن قرار ترامب وإنما قرار دولة، وبالتالي احتمال تغييره صعبة. وكانت الحكومة الإسبانية، قد عبرت عن وزارة خارجيتها، مرارا عن رغبتها في تراجع الإدارة الأمريكيةالجديدة، بقيادة جو بايدن، عن قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الذي وقعه دونالد ترامب في إطار اتفاقية سلام بين إسرائيل والمغرب خلال دجنبر الماضي. ويُفهم من تقرير "إلموندو"، أن الطبقة السياسية الحاكمة في إسبانيا، بدأت تقتنع، أو على الأقل، بدأت تفقد آمالها في احتمالية قيام جو بايدن بتغيير القرار المُتخذ من طرف الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب، خاصة أن إشارات كثيرة صادرة عن البيت الأبيض مؤخرا تشير إلى إبقاء القرار الأمريكي ساري المفعول. وفي هذا السياق، كان قد أعلن الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض في الأيام القليلة الماضية في رد صحفي على سؤال موقف بايدن من قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، بأن لا جديد بشأن هذا الأمر، وأضاف بأن الإدارة تشيد بالعلاقات الديبلوماسية التي تم استئنافها مؤخرا بين المغرب وإسرائيل. كما أن بايدن كان قد أشاد في مكالمة هاتفية جرت بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باتفاقيات السلام التي وقعتها إسرائيل مع عدد من البلدان العربية الإسلامية، والتي يدخل في نطاقها المغرب، وهو ما يُعتبر إشارة على أن بايدن لن يغير بنود الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل. ومن بنود الاتفاق الموقع بين إسرائيل والمغرب، يتضمن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وبالتالي فإن أي تغيير في بنود الاتفاقية، قد يؤدي إلى نسف اتفاق السلام بين المغرب وإسرائيل، وهو ما يجعل من الصعب على إدارة بايدن التراجع عن القرار الأمريكي المتعلق بالاعتراف بمغربية الصحراء. كما أن العلاقات الجيدة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمتد لعقود طويلا، في شتى مجالات التعاون، تنزل أيضا بثقلها لصالح إبقاء جو بايدن لقرار الاعتراف دون أي تغيير، تفاديا لأي تصدع في العلاقات الثنائية مع الحليف المغربي. هذا، ولازالت الجزائر، وجبهة البوليساريو، تطالبان الإدارة الأمريكيةالجديدة بالتراجع عن قرار الاعتراف بمغربية الصحراء، حيث يعتبران أن "الصحراء الغربية" هي أراض محتلة من طرف المغرب. وبالمقابل، فإن المغرب يحظى بدول عديدة عالمية، فيما يخص مبادرة الحكمة الذاتي التي يقدمها لحل مشكل الصحراء.