بدأت معالم السياسة الخارجية للإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة جو بايدن، تتضح ملامحها شيئا فشيئا، خاصة في علاقتها بالقضايا المرتبطة بالمغرب، وأبرزها قضية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الذي رجحت عدة تقارير إعلامية سابقة إقدام الإدارة الجديدة على التراجع عنه، مثلما تراجعت عن العديد من القرارات الأخرى التى كانت قد اتخذتها الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب. في هذا السياق، كشفت وكالة الانباء العالمية رويترز، عن تصريح مهم لوزير الخارجية في الإدارة الأمريكيةالجديدة، أنطوني بلينكين، تحدث فيه عن "إلتزام" الولاياتالمتحدةالأمريكية بأمن إسرائيل والعمل على تحقيق نجاحات أكبر في اتفاقيات السلام التي أبرمتها مع الدول العربية، ومن ضمنها المغرب. وعلى عكس القرارات الأخرى المتعددة لإدارة دونالد ترامب التي قوبلت بالرفض والتراجع عنها من قبل إدارة بايدن، إلا أن اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والبلدان العربية بوساطة إداة ترامب السابقة، ترى إدارة بايدن أنها إنجازات تستحق الثناء، وستعمل على زيادة نجاحها وتقدمها، وفق تصريح بلينكن. أضاف تقرير رويترز، أن إدارة بايدن ستواصل على نهج إدارة ترامب في إتفاقيات السلام بين إسرائيل والبلدان العربية، وبالتالي يُتوقع أن تكون هناك بلدانا عربية أخرى قد تنضم إلى ركب الموقعين مع إسرائيل اتفاقيات سلام لاستئناف العلاقات الثنائية والديبلوماسية على مختلف الأصعدة. وتُعطي هذه الإشارات إلى أنه لن يكون هناك أي تراجع من إدارة بايدن بشأن قرار الاعتراف بمغربية الصحراء الذي وقعته الولاياتالمتحدة بشكل رسمي في دجنبر الماضي، حيث اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء، وأكدت على أن مبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب هو الحل الوحيد والعادل والدائم لهذا النزاع الذي عمر طويلا دون أفاق واضحة. وما يُدعم هذا التوجه، هو أن اتفاقية السلام الموقعة بين المغرب وإسرائيل لاستئناف العلاقات الثنائية بين البلدين، تتضمن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، كجزء من الاتفاقية الثلاثية، وبالتالي القول باحتمالية تراجع أمريكا عن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، يتعارض مع تصريحات الإدارة الجديدة. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن دولا مثل إسبانيا وجنوب إفريقيا والجزائر، طالبت في تصريحات متفرقة لمسؤولين رسميين، بتراجع إدارة بايدن عن قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وكانت تقارير إعلامية دولية تتحدث عن إحتمالية أن يتجه بايدن نحو قرار التراجع مثلما فعل مع عدد من القرارات الأخرى لإدارة ترامب. غير أن واقع العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، والمصالح الأمريكية مع إسرائيل والمغرب، يبدو أنها تُرجح كافة إبقاء الاعتراف الأمريكي اعترافا رسميا بمغربية الصحراء، وبالتالي فإن القضية قد تعرف تطورات ومستجدات أخرى في المستقبل القريب.