تدعي وسائل إعلام جزائرية وأخرى موالية لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، منذ تنفيذ القوات المسلحة الملكية للعملية الميدانية في "الكركارات" بتاريخ 13 نونبر 2020، والتي انتهت بإعادة فتح المعبر الرابط بين الأقاليم الصحراوية وموريتانيا، أن المغرب يحظى بدعم سياسي وعسكري من إسرائيل، وهو الأمر الذي لا يجد أي دليل عليه على المستوى الرسمي، إذ تفادت تل أبيب، التي تضم في حكومتها 9 وزراء من أصل مغربي، إصدار أي موقف رسمي بخصوص هذه القضية. وسبق لوسائل إعلام جزائرية وانفصالية أن ادعت أن الرباط تحظى بدعم دبلوماسي من طرف إسرائيل في هذا الملف بالإضافة إلى دعمها عسكريا، رابطة قرار افتتاح دولة الإمارات العربية المتحدة لقنصليتها في العيون ثم إعلان دعمها الصريح للعملية العسكرية "الكركارات" بمسار تطبيع دولٍ عربية لعلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بل إن بعضها مضت أبعد من ذلك حين زعمت أن مسلحي البوليساريو أسقطوا طائرة "إماراتية صهيونية الصنع تابعة للجيش المغربي قرب الجدار الأمني العازل"، وهو الخبر الذي تبين زيفه فيما بعد. وعمليا، فإن الدعم الوحيد الذي تلقاه المغرب من إسرائيل عقب عملية الكركارات كان هو تنظيم العشرات من الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية لاحتجاج داعم للرباط وسط مدينة أشدود، وهو ما يصنف في خانة "الدعم الشعبي" لا "الرسمي"، في حين لم تصدر حكومة بنيامين نتنياهو أي موقف رسمي رغم ضمها 9 وزراء تعود جذورهم للمغرب، من بينهم وزير الداخلية أريي مخلوف درعي، ووزير الأمن العام أمير أوحنا، ووزير العلاقات بين الحكومة والكنيسيت دافيد امسلم، ووزير الاقتصاد والصناعة عمير بيريتس، والذي سبق أن تولى حقيبة وزارة الدفاع. وتنطلق الجزائر والبوليساريو في استنتاجاتهما من تقرير سبق أن نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي في فبراير من العام الجاري، والذي تحدث، نقلا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية لم يُسمها، عن وجود مساعٍ لدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف بسلطة المغرب على الأقاليم الجنوبية مقابل تطبيع الأخير لعلاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، وهي الخطوة التي يفترض أن يستتبعها افتتاح سفارة للمغرب في تل أبيب وسفارة لإسرائيل في الرباط وأيضا قنصيلة للدولة العبرية في إحدى مدن الصحراء. لكن هذه الخطوة التي لم تُنَزَّل على أرض الواقع إلى حدود الساعة، تتمحور حول "صفقة" ثلاثية الأطراف بين الرباط وتل أبيب وواشنطن، لا بدعم إسرائيلي "مجاني" للمغرب بخصوص قضية الصحراء، وهي الصفقة التي يستبعد أن ترى النور حاليا بسبب خسارة الرئيس الأمريكي الجمهوري للسباق الانتخابي أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، وأيضا إمكانية خسارة نتنياهو لموقعه على رأس الحكومة الإسرائيلية بسبب خلافاته مع شريكه في الائتلاف الحكومي بيني غانس زعيم حزب أزرق أبيض ووزير الدفاع، الذي يقود حاليا مساعي حجب الثقة عن الحكومة من طرف "الكنيسيت" وفرض تنظيم انتخابات سابقة لأوانها.