بعدما كان الحديث خلال الأيام الماضية يتمحور حول إمكانية لحاق المغرب بالإمارات العربية المتحدة في مسلسل التطبيع العربي مع إسرائيل، صارت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتنبأ بتطبيع من نوع آخر يرتكز على إنشاء خط جوي مباشر بين الرباط وتل أبيب، وهو الأمر الذي توصلت "الصحيفة" إلى معطيات موثوقة بشأنه تتحدث عن دور "الإمارات" و"الدين" في هذه المحاولة. وكانت كل من القناة الإسرائيلية ال12 وصحيفة "جيروزاليم بوست" قد زعمتا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن قريبا عن إطلاق رحلات جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل، وذلك عقب توقيع كل من الإمارات والبحرين "اتفاقية السلام" في واشنطن، وهو الأمر الذي أكدت مصادر مسؤولة للصحيفة أنه "غير صحيح"، لكنها قالت إن تل أبيب ترغب منذ مدة في تطبيق هذه الفكرة بصيغ مختلفة. ووفق مصادر "الصحيفة" فإن إسرائيل تسعى لإنشاء خط جوي مع المغرب بشكل غير مباشر عن طريق الإمارات العربية المتحدة عقب توقيف اتفاقية السلام مع هذه الأخيرة، بحيث تنطلق الطائرة من مطار "بن غوريون" في تل أبيب نحو مطار أبو ظبي أو دبي ومنه إلى مطار الرباط أو الدارالبيضاء والعكس في رحلة الإياب. وتابعت المصادر ذاتها أن خطا غير مباشر بين المغرب وإسرائيل على هذا النحو يوجد بالفعل مرورا بالعاصمة الفرنسية باريس، لكن تل أبيب تبحث الآن عن صيغة لتطبيق الفكرة نفسها عبر مطاري أبو ظبي أو دبي على الرغم من أن المسافة ستكون أطول، وذلك من أجل جني مكاسب سياسية متمثل في تحقيق "اختراق جديد للعالم العربي". ومن ناحية أخرى، علمت "الصحيفة" أن إسرائيل تبحث منذ العام الماضي إمكانيةَ إطلاق خط طيران مباشر، بداية من تل أبيب إلى الدارالبيضاء ثم نحو طنجةومراكش ووجدة في إطار "السياحة الدينية للإسرائيليين من أصل مغربي"، حيث ترغب الدولة العبرية في استغلال الرحلات التي يقوم بها هؤلاء خلال المواسم الدينية اليهودية كمنفذ جديد لتحقيق التطبيع مع المغرب. وكان غونين أوسيشكين رئيس شركة "العال" الإسرائيلية للطيران قد زار المغرب في شهر يوليوز من العام الماضي إلى جانب اثنين من مسؤولي الشركة تحت غطاء المشاركة في مؤتمر سياحي، لكنهم طرحوا على الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية فكرة إقامة خط جوي مباشر مخصص للسياحة الدينية ابتداء من ماي 2020، عير أن هذه الفكرة لم تشهد أي تطور ملموس بسبب جائحة كورونا والأزمة المالية التي تغرق فيها "لارام"، إلى جانب نأي المملكة بنفسها عن نقاش التطبيع. وكانت آخر رحلة جوية مباشرة بين إسرائيل والمغرب قد جرت بين مطار تل أبيب ومطار مراكش المنارة قبل أكثر من 20 سنة، وهو الخط الذي توقف نهائيا قبل مدة وجيزة من قطع المغرب جميع علاقاته الدبلوماسية العلنية مع الدولة العبرية عبر إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في أكتوبر من سنة 2000 تزامنا مع قيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وإلى حدود الساعة يفضل المغرب عدم إصدار أي رد رسمي بخصوص ما تداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية بخصوص التحضير لافتتاح خط جوي جديد بين المملكة وإسرائيل، لكنها، وبشكل غير رسمي تنفي ذلك من خلال وسائل إعلام دولية، على غرار ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" التي نقلت عن "مصادر دبلوماسية مغربية" نفيها وجود أي رحلات من هذا النوع، بل أكدت أيضا أنها لن تنضم إلى المسار الذي ستدشنه كل من الإمارات والبحرين.