لازالت الصحافة الإسرائيلية، تتناقل التصريح الذي تقدم به رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، يوم الأحد الماضي أمام شبيبة حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه، عندما صرح بأن المغرب "ملكا وحكومة وشعبا" يرفض أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل. وعنونت صحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الواسعة الانتشار في إسرائيل، تقريرا عبر بوابتها الإنجلزية، حول تصريحات العثماني ب"المغرب يرفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، ونقلت عن وكالة الانباء تفاصيل التصريح الذي أدلى به العثماني. ولم تدخل الصحيفة الإسرائيلية المذكورة، في أي تفاصيل أخرى أو الإشارة إلى الجدل الذي انطلق في الأوساط المغربية والعربية، حول ما إذا كان تصريح العثماني تصريحا رسميا وبالتالي تعبيره عن الموقف الرسمي للمغرب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما يشير إلى أن "ذاجيروزاليم بوست" أخذت تصريح العثماني على أساس أنه موقفا رسميا للمغرب. وعلى ذات المنوال سارت صحيفة "جيويش نيوز سانديكات" المتخصصة بأخبار اليهود، ونشرت تقريرا تبرز فيه التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المغربية، وتأكيده على رفض المغرب لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بسبب الاعتداءات المتكررة على حقوق الفلسطينيين. وبدورها اعتبرت هذه الصحيفة، تصريح العثماني بمثابة موقفا رسميا للمغرب، حيث جاء في عنوان تقريرها "المغرب يرفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، دون الإشارة إلى أن التصريح قد يكون موقفا لحزب العدالة والتنمية فقط، وفق ما ذهب إليه بعض المحللين العرب. هذا وقالت ذا جيروزاليم بوست، أن هذا التصريح القوي الذي أطلقه سعد الدين العثماني يأتي في ظل التوقعات بحلول كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر إلى المغرب، للحديث ومناقشة قضية تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وفق ما كشفت عنه مصادر إعلامية أمريكية. هذا ويرى متتبعون لقضية الصراع العربي الإسرائيلي، أن تصريح العثماني والمصطلحات الدقيقة التي استعملها من قبيل "إن المغرب ملكا وحكومة وشعبا" يرفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل في وقت يقترب فيه قدوم جاريد كوشنر، ويُقابل (التصريح) بصمت من القصر الملكي، هو إشارات على أن هذا هو الموقف الرسمي للمغرب.