تسبب اعتذار دولة الكاميرون عن استضافة نهائيات مسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، في نسختها الجارية، في اشتعال فتيل أزمة خفية بين مصر والمغرب داخل ردهات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف"، بدأت تظهر بوادرها منذ بضعة أسابيع. وعلمت "الصحيفة" من مصادر مطلعة داخل الجهاز القاري، أن الارتباك القائم داخل ال CAF من أجل الحسم في مصيره المسابقتين القاريتين للأندية؛ دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية، مرده التجاذب داخل الأجهزة التقريرية، والذي يقوده من جهة، فوزي لقجع، النائب الثاني للرئيس أحمد أحمد، ومن جهة ثانية المهندس هاني أبو ريدة، الرئيس السابق للاتحاد المصري لكرة القدم والعضو البارز داخل الجهاز القاري. وفي الوقت الذي حسم في برمجة مسابقة كأس الكونفدرالية، حيث تم الاستقرار على المغرب بلدا مضيفا لصيغة البطولة الرباعية المصغرة، أو ما أطلق عليها اسم ال"Final Four"، فإن تراجع الكاميرون عن استضافة الدورة في ثوب دوري الأبطال، دفع لجنة الأندية والمسابقات داخل ال CAF إلى رفع توصية العودة للنظام القديم ولعب المباريات بصيغة الذهاب والإياب، كما جاء في اجتماع أمس الاثنين، برئاسة الكونغولي كونستانت عوماري، على أن يتم النظر في البلد المستضيف للمباراة النهائية في وقت لاحق. وبالرغم من عدم خروج أي موقف رسمي من الكونفدرالية الإفريقية، بشأن خلاصات الاجتماع السالف الذكر، إلا أن التسريبات الصادرة من داخله، دفعت الاتحاد المصري إلى إصدار بلاغ رسمي، يطالب من خلاله ب "معاملة الكونفدرالية بالمثل"، أي اعتبار بطولة الكونفدرالية مثل بطولة الأبطال في أي قرار يتعلق بنظام إقامة مباريات الدورين قبل النهائي والنهائي. وتضمن خطاب الاتحاد المصري إلى جهاز الملغاشي أحمد أحمد، أيضا، أنه في حالة إصرار "الكاف" على إقامة الدور قبل النهائي لكأس الكونفدرالية فقط من مباراة واحدة ، فلابد من إقامتها في بلد محايد تحقيقا للعدالة وعدم تمييز أحد الطرفين على حساب الآخر، على حد تعبيره. وأضاف " ذلك انطلاقا من أن مصر هي البلد الوحيد الذي تقدم رسميا للكاف بطلب استضافة الدورين قبل النهائي والنهائي لبطولة الأبطال بعد اعتذار الكاميرون، كما أسند الكاف من قبل مهمة تنظيم الدورين قبل النهائي والنهائي للكونفيدرالية إلى المغرب رغم مشاركة فريقين منها في الدور قبل النهائي". الموقف الرسمي للاتحاد المصري، قابله صمت على المستوى المغربي، الأخير الذي يستفيد من استضافة دوري نصف نهائي مسابقة كأس الكونفدرالية، وأحد أطرافه الأربعة، كل من ناديي نهضة بركان وحسنية أكادير، فضلا عن نيل الرباط شرف احتضان المباراة النهائية، الأخير الذي ستكون كرة القدم المغربية ممثلة بأحد أنديتها، (الطرف المغربي) استفاد أيضا من رفض ال"كاف" لملف القاهرة في تعويض الكاميرون لاستضافة نهائيات دوري الأبطال، حسب ما أورده الإعلام المصري. في سياق مرتبط، يبدو أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يضغط داخل الكواليس من أجل تغليب مصالح الأندية الوطنية المشاركة في المسابقتين القاريتين وتوفير ظروف جيدة لهم، في الوقت الذي يضغط "اللوبي" المصري، مستغلا تواجد مقر الكونفدرالية في القاهرة والعلاقة الجيدة التي تربط الأخيرة بإدارة أحمد أحمد، من أجل قطع الطريق على أي امتياز يذهب لصالح المغرب، كما ظهر ذلك من خلال البلاغ الأخير الصادر عن اللجنة الخماسية المعهود لها تسيير شؤون الاتحاد المصري. يشار إلى أن اجتماع الأندية والمسابقات بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، المنعقد الاثنين، عبر تقنية الفيديو عن بعد، خلص للعودة إلى النظام المعتاد في إقامة دور نصف نهائي مسابقة دوري الأبطال، في نسختها الجارية، حيث ستتبارى أندية الزمالكه والأهلي المصريان والوداد والرجاء المغربيان في صيغة الذهابا والإياب، خلال شهر شتنبر المقبل. وعلمت "الصحيفة" من مصادر مطلعة، أن الاجتماع الذي ترأسه الكونغرلي كونستانت عوماري، نائب رئيس ال"كاف"، أفضى إلى إلغاء صيغة البطولة المصغرة "Final Four"، التي كانت مقررة سلفا، على هامش اجتماع المكتب التنفيذي للكونفدرالية، وذلك بعدما اعتذرت دولة الكاميرون على استضافتها. وستجرى مباريات ذهاب المسابقة القارية بالمغرب، حسب تسريبات من داخل الجهاز القاري، حيث سيستضيف الرجاء نظيره الزمالك فيما يستقبل الوداد خصمه الأهلي، في 25 و26 من شتنبر المقبل، على أن تجرى مبارتا الإياب في ثاني وثالث أكتوبر الموالي، على أرضية ملعب القاهرة الدولي، من أجل تحديد المتأهلين للمباراة النهائية، الأخيرة المقرر أن تقام في العاشر من الشهر ذاته، وفق مصادر من داخل الجهاز القاري. وفي حالة تأهل الرجاء والوداد الى نهائي، فإن الأخير سيلعب بالمغرب، والعكس صحيح في حال تأهلي الاهلي والزمالك، أما في حالة تأهل طرف من مصر والآخر المغرب، فإن المشهد الختامي لمسابقة دوري أبطال إفريقيا، سيلعب بملعب محايد، سيتم تحديده لاحقا.