فجر جهاز الأمن العام الإسرائيلي المعروف ب"الشاباك"، مفاجأة من العيار الثقيل أمس الثلاثاء بعد إعلانه اكتشاف مخطط لتجنيد عملاء لصالح "حزب الله" اللبناني داخل إسرائيل، وهي العملية التي تجري بواسطة شبكة مكونة من العرب الإسرائيليين الذين قاموا بأنشطة من هذا النوع في العديد من الدول الأخرى ومن بينها المغرب. وحسب المعطيات التي نشرتها صحيفة "إسرائيل تايمز" الإسرائيلية ووكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف.ب"، فإن الأمر يتعلق بمخطط لتجنيد عملاء لصالح "حزب الله" في منطقة الجليل، وجرى اكتشافه من خلال تحقيقات أفضت إلى الوصول إلى سيدتين عربيتين تحملان الجنسية الإسرائيلية وتعيشان في بلدة "مجد الكروم" القريبة من الحدود اللبنانية، واللتان اعتقلتا شهر يونيو الماضي. الصحافية بيروت حمود وزوجها بلال بيزاري وحسب ما أورده "الشاباك" الإسرائيلي فإن الموقوفتين التقيتا بصحافية من عرب الداخل تعمل في صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، وذلك في شهر دجنبر الماضي بتركيا، مبرزة أن المعنية بالأمر وزوجها الذي حضر بدوره اللقاء، هما اللذان يتوليان مقابلة عناصر الجماعة اللبنانية الشيعية المسلحة في المغرب. وأوضحت المصادر ذاتها أن الصحفية التي تدعى بيروت حمود وزوجها بلال بيزاري يقيمان حاليا في لبنان على الرغم من حملهما الجنسية الإسرائيلية، وفي سنة 2013 قام الشاباك بالتحقيق معهما بتهمة التجسس لصالح "حزب الله"، وذلك بعدما اكتشف أنهما عقدا لقاءات مع عناصر من هذه الجماعة ينشطون في المغرب وتونس، وذلك خلال الفترة ما بين 2008 و2012. ولم يقدم جهاز "الشاباك" مزيدا من التفاصيل عن عمليات التجنيد التي تتم خارج إسرائيل، لكنه قال إنه تواصل هاتفيا عن طريق أحد ضباطه مع بيزاري موجها إليه تحذيرا بخصوص الأنشطة التي يقوم بها لصالح "حزب الله"، معتبرا أن الصفة الصحفية التي تتحرك بها زوجته ليست سوى "غطاء" لإخفاء أنشطتهما. ولا يطبع الود علاقة المغرب بحزب الله، ففي 24 ماي 2018 أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن المغرب يملك أدلة على عقد لقاءات بين قياديين في المنظمة وبين جبهة "البوليساريو" الانفصالية، كما أن الرباط أوقفت يوم 12 مارس 2017 قاسم محمد تاج الدين أحد أبرز ممولي الحزب، وذلك بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء قبل أن تسلمه للولايات المتحدةالأمريكية التي كانت قد أصدرت مذكرة بحث في حقه بتهمة تبييض الأموال والانتماء ل"منظمة إرهابية".