أدت الأخبار القاسية القادمة من إسبانيا وفرنسا، حول العثور على جثث مجموعة من نزلاء دور رعاية المسنين متوفين بعد تسلل فيروس كورونا المستجد إلى مضاجعهم، إلى بث الخوف في قلوب العديد من كبار السن وذويهم في المغرب، خاصة بعد تسجيل تزايد مطرد في عدد الإصابات المسجلة بالمملكة، غير أن الوزارة الوصية قامت بعدة إجراءات للحيلولة دون الوصول إلى هذه المرحلة، تضمنت منع الزيارات والعزل الاحتياطي للنزلاء الجدد. وقالت جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، في حديث مع موقع "الصحيفة"، إن الوزارة اتخذت الإجراءات الضرورية التي تناسب مجال تدخلها في مستوياته المختلفة لحماية مؤسسات الرعاية الاجتماعية الخاصة بالمسنين من وباء كورونا المستجد، وذلك مباشرة بعد إعلان المغرب تطبيق الاجراءات الاحترازية لمحاصرته. وتابعت الوزيرة أنه تم إحداث لجنة مركزية ولجان إقليمية لليقظة من مهامها تتبع وضعية مؤسسات الرعاية الاجتماعية ومواكبتها وكذا تتبع أحوال الأشخاص المتكفل بهم داخلها، بالإضافة إلى إرجاع الأشخاص المتكفل بهم ممن يتوفرون على أسر أو عائلات ترعاهم إلى ذويهم. وقالت المصلي إن الوزارة عبأت أطر مؤسسة التعاون الوطني، وطنيا وجهويا وإقليميا، للقيام بواجب اليقظة في هذا الظرف الاستثنائي، وفيما يتعلق بمؤسسات الرعاية الاجتماعية بما فيها المتكفلة بالمسنين، فهي تقوم بمراقبة التزام تلك المؤسسات بالتوجيهات الخاصة بها. وأكدت الوزيرة أنها أصدرت توجيها لمؤسسات الرعاية الاجتماعية يوضح الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية الواجب اتخاذها، وفي مقدمتها منع خروج نزلاء تلك المؤسسات إلا للضرورة القصوى ووفق ما تسمح به الإجراءات المتعلقة بالطوارئ الصحية، وتعليق الزيارات والأنشطة الإنسانية والتضامنية والإحسانية التي تؤدي إلى الاحتكاك بهؤلاء النزلاء حماية لهم من أية عدوى محتملة من الخارج. وأضافت المسؤولة الحكومية أنه تم تشديد شروط الولوج إلى تلك المؤسسات مع إخضاع الوافدين الجدد إليها للعزل الصحي الاحتياطي لمدة لا تقل عن 14 يوما، بالإضافة إلى عزل كل من تظهر عليه أعراض تنفسية من بين النزلاء كإجراء احترازي، والسماح بتغيب من تظهر عليه أعراض تنفسية من المستخدمين والمشرفين على تلك المؤسسات، إلى جانب تعقيم مؤسسات الرعاية الاجتماعية بتنسيق مع السلطات والمصالح المعنية. وشددت المصلي على أن الوزارة عملت على طمأنة النزلاء عبر إطلاعهم على المستجدات المتعلقة بالوضعية الوبائية تفاديا لكل تهويل أو هلع، مع التشديد على الالتزام بقواعد النظافة الاعتيادية من قبيل غسل اليدين وتهوية مرافق المؤسسات بشكل منتظم، وتهوية الأفرشة وتعريضها لأشعة الشمسية باستمرار وتنظيف الأرضيات، وكذا تقديم الوجبات للنزلاء بشكل انفرادي كلما أمكن ذلك. وتم حصر الحاجيات الضرورية والمستعجلة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية، حسب وزيرة التضامن، التي قالت إن عملية تلبيتها جارية حاليا، موردة أنه تم تسريع صرف المنحة بالنسبة للمؤسسات التي لم تتوصل بها بعد حتى تتفادى أي صعوبات في سيرها العادي، كما شددت على أن أطر مؤسسة التعاون الوطني "مُجندة وهي تتابع الوضع عن كتب مع مختلف المتدخلين المعنيين، من سلطات محلية وجمعيات مدبرة، وجماعات ترابية وكل ذلك عبر لجن اليقظة".