قد يكون المثل القائل "رب ضارة نافعة" هو ما ينطبق أو سينطبق على قطاع النسيج في المغرب، في ظل التطورات والمؤشرات العالمية المرتبطة بانتشار فيروس "كورونا" المستجد، والذي قد يكون انتشاره في صالح انتعاش النسيج المغربي وارتفاع صادراته في مقبل الأسابيع والشهور. وعلاقة بهذا الموضوع، كشفت وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، أن انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين، وزيادة عدد الضحايا، بدأ يلقي بتأثيراته على شركات النسيج الإسبانية التي كانت تعتمد على التزود بالمنتوجات النسيجية الصينية. وحسب ذات المصدر، فإن الشركات الإسبانية العاملة في قطاع النسيج، بدأت تفكر بشكل جدي في البحث عن مزودين جدد، وتنصب الأنظار نحو دولتين رئيسيتين هما المغرب وتركيا، في ظل توجه الصين نحو حضر الصادرات، وقيام الدول الأخرى بالمقابل بوقف وارداتها من الصين من قطاع النسيج. وأضافت "أوروبا بريس"، نقلا عن مسؤول بشركة "أكوتيكس" المتخصصة في النسيج بإسبانيا، أن الشركات بدأت تبحث عن موردين جدد كبدائل للصين، كخطط طوارئ لما قد يحدث بسبب انشار فيروس كورونا، ويتم مناقشة الاعتماد على المغرب وتركيا وحتى التايلاند كبدائل لتوريد المنتوجات النسيجية. وأشارت الوكالة الإسبانية، نقلا عن ذات المسؤول، أن الملابس قد تعرف زيادة في الأسعار، بسبب توقف أكبر مورد في العالم عن تصدير المنتوجات والمواد الخام للشركات العالمية، ومنها الإسبانية. وكشفت أوروبا بريس في تقرير أخر في ذات السياق، إن غرفة التجارة في إقليم فالينسيا حذرت بدورها من تأثيرات انتشار فيروس كورونا في الصين وصادرات هذا البلد نحو فالينسيا، ودعت إلى التفكير بشكل جدي عن بدائل في دول الجوار مثل المغرب. وفي ظل هذه المؤشرات، فإن قطاع النسيج المغربي قد يعرف انتعاشا مهما في مقبل الشهور، بسبب تزايد الطلب عليه من طرف الشركات الإسبانية، وقد تنضم إليها الشركات العاملة في قطاع النسيج في دول أوروبية أخرى، الأمر الذي قد ينعكس بشكل إيجابي على صادرات النسيج المغربية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن هناك تخوفات عالمية كبيرة من احتمالية حدوث أزمة دولية بسبب فيروس كورونا، في ظل الانتشار الكبير للفيروس في دول أخرى خارج الصين، وقد بلغت الحالات المكتشفة في إسبانيا 7 حالات، ومئات المصابين في إيطاليا، وتسجيل وفاة في فرنسا، واكتشاف حالة في ألمانيا، وحالة أخرى في الجزائر أول أمس الثلاثاء.