أسفرت أعمال الشغب، التي اندلعت، مساء أمس، عقب نهاية المباراة التي جمعت بين فريقي الجيش الملكي والرجاء الرياضي، بملعب مولاي عبد الله بالرباط، عن خسائر مادية جسيمة، وإصابة 22 مشجعا بجروح طفيفة، وكذا 52 شرطيا وثلاثة عناصر من الوقاية المدنية والقوات المساعدة، حيث تم توقيف 13 شخصا ووضعهم تحت الحراسة النظرية، كما ضبط 38 قاصرا، على خلفية الأحداث. مباراة "الكلاسيكو" التي انتهت بانتصار "العساكر" بهدف مقابل لاشيء، لم تسلم من لازمة "الشغب" التي اقترنت بها، منذ سنوات، حيث كادت أحداث الأمس، أن تسجل صفحة أخرى في السجل "الأسود"، لولا الألطاف الإلاهية، لتظل المقاربة الأمنية في دائرة الاتهام مجددا، خاصة بعد ما تم معاينته بعد نهاية المباراة، في جنبات ملعب الأمير مولاي عبد الله. "ألتراس" الرجاء تحمل الأمن المسؤولية.. حملت فصائل "الالتراس" المساندة لفريق الرجاء الرياضي، مسؤولية أحداث الشغب التي نشبت بعد نهاية مباراة "الكلاسيكو"، إلى المصالح الأمنية، متهمةً إياها ب"التواطؤ مع جمهور الخصم، لتوريط الرجاويين ثم المجموعات في حماية الجمهور". واستنكر بلاغ مشترك، بين فصيلي"غرين بويز" و"إيغلز"، المعاملة، التي وصفت بالوحشية والتواطؤ الواضح لجهاز الشرطة مع أنصار الفريق المضيف، على حد تعبيرهم، وأضاف "نستنكر و بشدة الإعتداءات السادية الحيوانية من طرف الآلات القمعية والإعتقالات العشوائية و العاهات المستديمة من بتر إصبع أحد أعضاء المجموعات بسبب الشرطة، ثم نستنكر غياب التنظيم في دخول و خروج الملعب، حيث أن الإستقبال و التوديع طيلة مراحل الرحلة كان بلغة الزرواطة". وختم البلاغ، بالقول "كلما ظهر وصف من هذه الأوصاف ظهر الاستبداد، فما بالك إن ظهرت كلها، مساعيك لن تزيدنا سوى حقداً و طاقة أكبر للصمود و الإستمرار إيمانا منا بحق الوجود" توابل شغب "الكلاسيكو".. منذ ساعات قبل انطلاقة المباراة، كانت كل المؤشرات توحي بوجود احتقان يحيط بمباراة "الكلاسيكو"، من الجانبين، سواء عبر الطريق السيار المؤدي إلى الملعب، حيث حج الآلاف من مناصري الفريق "الأخضر" أو داخل العاصمة الرباط، حيث حضر أنصار فريق الجيش الملكي لخلق احتفالية استثنائية في المدرجات. لم يتوقف المدرج الجنوبي لملعب الأمير مولاي عبد الله، المعروف ب "كورفا تشي"، في تمرير رسائل "الاستفزاز" إلى المدرج المقابل، حيث منصارو الرجاء، الذين حجوا بأعداد مهمة، كما كان الأخيرون يردون بطريقتهم الخاصة، فيما يعرف لدى "الألتراس" ب"الرسائل المضادة Contre Messages". بعد تسجيل الهدف الأول للفريق "العسكري"، اشتعلت المدرجات ب"كراكاج" رهيب، حيث تفاجأ الجميع بكيفية السماح بإدخال عدد كبير من الشماريخ إلى المدرجات، علما أنها ممنوعة داخل الملاعب المغربية وتخضع الجماهير إلى تفتيش دقيق في مدخل الملعب لتجنب إدخالها، إلا أن أحد هذهرالشماريخ أدى إلى إصابة أحد الزملاء المصورين بجروح على مستوى الرأس، خلال مباراة الأمس. هل يتحمل الأمن المسؤولية؟ بعد صافرة عبد الرحيم اليعقوبي، حكم المباراة، وعلى غير العادة، عمدت المصالح الأمنية إلى فتح الأبواب أمام جمهور الفريقين، معا، في نفس التوقيت، حيث توجه البعض من أنصار فريق الجيش الملكي إلى اعتراض سبيل منصاري الفريق الضيف، إذ تبادل الجانبان التراشق بالحجارة، في ظل عجز أمني واضح على احتواء الوضع، مما اضطر فصائل أنصار الرجاء إلى لعب دور "الدرع الواقي" من أجل الخروج بسلام من محيط ملعب الأمير مولاي عبد الله. مقاطع "فيديو" متداولة، أظهرت المعاملة الأمنية مع مناصري الرجاء، أثناء محاولة مغادرتهم الملعب، إذ تعرضوا للتنكيل والضرب، فضلا عن موجة الاعتقالات "التعسفية" التي طالت البعض منهم، كما رصدت عدسة بعض "الكاميرات" التي وثقت للواقعة.