نجحت إسرائيل بعد سنوات من البحث العلمي، في إيجاد "نُسخة" مماثلة لشجرة الأركان المغربية التي لا تنبت إلا في أرض سوس، واستطاعت ببذور الأركان المغربية في "إنبات" شجرة أركان "إسرائيلية" تتميز بالانتاج الغزير يفوق 10 أضعاف مما تنتجه شجرة الأركان المغربية. وأصبحت إسرائيل منافسا شرسا للمغرب في مجالة إنتاج زيوت الأركان، حيث تنتشر حاليا المئات من مستحضرات التجميل في العالم المُنتجة من زيوت الأركان الإسرائيلية، وفق ما عاينته "الصحيفة" في بحث بهذا الخصوص على شبكة الإنترنيت، لمنتوجات تحمل شعار "Made In Israel" وتتعلق بمستحضرات زيت الأركان. ووفق تقارير إعلامية وطنية سابقة، فإن أزيد من 20 ألف شجرة أركان توجد حاليا في دولة الكيان الإسرائيلي، ولازالت تعمل الشركات الإسرائيلية على زيادة الانتاج لاكتساح أكبر عدد من الأسواق العالمية، سواء من خلال مستحضرات التجميل أو المواد الغذائية التي تستخدم زيت الأركان. ويبدو أن المغرب أصبح يدرك هذه المنافسة القوية والقادمة من إسرائيل على المستوى العالمي، حيث أشارت صحيفة "Lepoint" الفرنسية، أن المغرب بدأ مؤخرا يحاول ترشيد عملية استغلال شجرة الأركان على أحسن وجه ورفع الانتاج السنوي للإبقاء على تقدمه في هذا المجال على المستوى العالمي. وحسب ذات المصدر، فإن قطاع إنتاج الأركان في المغرب يشتغل فيه حوالي مليوني شخص، ويُنتج على مساحة تفوق 800 ألف هكتار، لكن هذا القطاع يواجه العديد من التحديات بسبب الاستغلال المفرط، وتراجع المساحات المزروعة بمساحات شاسعة بشكل سنوي. وأشارت لوبوان، أن المغرب يطبق برنامجا ضمن المخطط الأخضر ينتهي في سنة 2020، ويهدف إلى زيادة المساحة المزروعة من أشجار الأركان إلى 200 ألف هكتار، وقد بلغت المساحة المحققة إلى حدود 2018 إلى ما يفوق 140 ألف، بهدف رفع الإنتاج السنوي. وكشفت إحصائيات نشرتها الصحيفة الفرنسية، أن الصادرات المغربية من الأركان نحو الخارج ارتفعت من 40 طن ما بين 2003 و2004، إلى 343 طن ما بين 2009 و2010، وتعتبر فرنسا أكثر وأبرز البلدان المستوردة بنسبة 78 بالمائة من الصادرات المغربية من هذا القطاع. هذا ويرى متخصصون في الأركان المغربي، أنه بالرغم من المنافسة التي بدأت تخلقها إسرائيل في هذا القطاع، إلا أن سمعة الأركان المغربي تلعب دورا مهما في السوق العالمي، نظرا لكون الأركان شجرة مغربية في الأصل، وتعتبر هي الأفضل من حيث الجودة. إلا أن خبراء الاقتصاد، يرون أن المنافسة الإسرائيلية قد "تخطف" الكثير من الأسواق من المغرب على المستوى العالمي، وهو ما يتطلب إيلاء الأركان في المغرب المزيد من الرعاية والاهتمام، لتطوير الانتاج وتحسين الجودة.