منتجع سياحي بامتياز، 300 يوم من أشعة الشمس في السنة، كرم الضيافة المعروف عن ساكنة المنطقة، شاطئ برمال ساحرة، كل هذه المؤهلات جعلت من مدينة أكادير واحدة من الوجهات المفضلة لدى المتقاعدين الأجانب الذين يفرون من قساوة البرد ببلدانهم وروتينها الممل سعيا وراء حياة جديدة مفعمة بالحيوية. على متن عرباتهم، يقطع مئات المتقاعدين الأجانب آلاف الأميال كل عام للوصول إلى هذه المدينة الساحرة، غرضهم الوحيد الاستمتاع بأشعة الشمس، حيث تصل درجات الحرارة خلال شهر يناير إلى 25 درجة. اشتهرت مدينة أكادير على الدوام بكرم ضيافة ساكنتها، وأصبحت تدريجيا الوجهة المفضلة للمتقاعدين الأوروبيين، خاصة الفرنسيين منهم، الذين يجدون فيها ضالتهم على أكثر من صعيد. يغتنم المتقاعدون، الذين يفضلون عادة قضاء عطلتهم بالمنطقة في خيمة أو في إطار قافلة أو حتى في عرباتهم، الفرصة للجمع بين السياحة والرفاهية، حيث يتيح لهم انخفاض تكلفة المعيشة، مقارنة ببلدانهم، العيش في رفاه مع الاستمتاع بالهواء النقي وجمال المحيط الأطلسي. ويجد هؤلاء السياح الذين أنهكهم العمل طوال حياتهم، تحت سماء زرقاء تجمع بين الجمال والأمل، معنى جديدا للشيخوخة، فيعيشون تحتها مرحلة أخرى من حياتهم انطلقت منذ إحالتهم على التقاعد، لاسيما عندما يستمتعون بتذوق شاي مغربي من على قمة أكادير "أوفلا" وقت غروب الشمس. بابتسامة عريضة، تشي باستمتاعهما بعطلتهما بأكادير، يقول الزوج الفرنسي، جان مارك ومارين، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "بعد سنوات من العمل، قررنا المجيء إلى أكادير لقضاء فترة تقاعدنا بهدوء، فالحياة هنا جيدة!"، مضيفين أن الأجواء المتميزة بهذه المدينة، متنوعة الثقافات، تليق بكبار السن، "ففيها نحاول استعادة شبابنا بعد سنوات العمل والإرهاق". من جهتها، قالت ماغالي، عاملة سابقة بالبريد، التي اعتادت منذ سنوات على قضاء الفترة من شتنبر إلى مارس كل سنة بأكادير، "لا أريد أن ينتهي بي المطاف في دار للتقاعد ولعب "الكلمات المتقاطعة" كل يوم حتى أفارق الحياة". وهكذا، تحولت زيارة مدينة أكادير لدى العديد من المتقاعدين إلى عادة سنوية، فهم يغادرون بلدانهم في فصل الخريف متجهين إلى مدينة تتميز بفسيفساء من الألوان والنكهات، تشهد على فن العيش الفريد، ولا يعودون إلى بلدان إقامتهم حتى الربيع. *و.م.ع