قررت السلطات الإسبانية التراجع عن تعهدها بمعاودة فتح المعابر الحدودية لمدينة سبتةالمحتلة أمام حركة البضائع المهربة، الذي كان مقررا غدا الاثنين، وذلك بعد توصلها بطلب من المغرب يحثها على تأجيل هذا القرار إلى حين إتمام استعداداته على جانبه من الحدود. وكفشت صحيفة "إلفارو" الواسعة الانتشار بمدينة سبتة، أن السلطات الإسبانية توصلت بطلب من المغرب يتعلق بتأجيل موعد فتح المعابر الحدودية أمام التهريب المعيشي، إلى حين انتهائه من الأشغال المستمرة على جانبه الحدودي وذلك تفاديا لوقوع مشاكل. وأوردت الصحيفة أن المغرب أبدى موافقته على معاودة السماح بنشاط البضائع عبر الحدود، لكنه طلب تأخير موعد إعادة فتح المعابر التي جرى إغلاقها قبل 3 أسابيع، وهو الأمر الذي وافقت عليه الحكومة المحلية دون الكشف عن التاريخ البديل. وكان مندوب الحكومة الإسبانية بسبتة قد أعلن قبل أيام عن أن المعبر الحدودي "تاراخال" الذي أغلق يوم 9 أكتوبر، سيعاد افتتاحه يوم 28 من هذا الشهر، وذلك بعد اجتماع لمسؤولين حكوميين مع مجموعة من الفاعلين الاقتصاديين بالمدينة. وقررت الحكومة المركزية والحكومة المحلية العمل على معاودة فتح الحدود بعدما تسبب إغلاقها في الإضرار بتجار المدينة، وخاصة أصحاب محلات البيع بالجملة، الذي يستفيدون عادة من حركية التهريب المعيشي، حيث باتوا يتخوفون من الكساد. وتم إغلاق الحدود هذا الشهر بعد أقل من شهر على معاودة فتحها في أكتوبر الماضي، وذلك إثر عودة حالات التدافع الذي أزهقت روح امرأة، حيث قررت إسبانيا والمغرب إحداث تغييرات كثيرة على جانبي الحدود لضمان مرور سلسل وأكثر تنظيما لممتهني التهريب المعيشي. وتسبب إقفال المعبر في أزمة خانقة للأسر التي تعيش من عائدات البضائع المهربة، إذ يقدر عدد ممتهني التهريب المعيشي من سبتة بنحو 4000 شخص جلهم من النساء، يقطنون عادة بمدن الفنيدق والمضيق ومارتيل وتطوان. وكانت عودة حالات التدافع قد أدت لوفاة سيدة يوم 18 شتنبر، بالإضافة إلى تسجيل العديد من حالات الإغماء، رغم أن السلطات الإسبانية كانت قد أقفلت المعبر صيفا من أجل إتمام أشغال تهدف لتحسين مرور البضائع عبر الحدود.