لم يعد خبر استعداد شركة "سيبسا" الإسبانية للنفط ولوج سوق المحروقات المغربية مجرد همس ودندنة، بل أصبح أمرا معلنا بعدما كشفت إدارتها، اليوم الاثنين، عن دخولها في تحالف مع "هولدينغ الدرهم" لمزاحمة باقي الفاعلين في هذا القطاع وعلى رأسهم شركة "أفريقيا" المملوكة للوزير الأقوى في حكومة سعد الدين العثماني، عزيز أخنوش. وأعلنت إدارة "سيبسا" وفق ما نقلته وكالة "أوروبا بريس" الإسبانية، أنها تستعد لافتتاح أول 10 محطات للمحروقات بالمغرب كخطوة أولى تهدف للوصول إلى 100 محطة خلال 5 سنوات، موردة أن الهدف الأساس لاستثماراتها خلال هذه الفترة ستكون هي السيطرة على 4 في المائة من السوق المغربية. ووفق ما نقلته الوكالة فإن الشركة الإسبانية ستدخل في مشروع استثماري تصل قيمته إلى 120 مليون يورو، عن طريق شراكة بالمناصفة مع الهولدينغ المملوك لآل الدرهم، وهي إحدى أثرى العائلات وأكثرها نفوذا بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وأعلنت المدير التجاري ل"سيبسا"، ألفارو دييز، أن الشركة الإسبانية تطمح لبناء محطة للتخزين بمنطقة "الجرف الأصفر"، بالإضافة إلى فتح ما لا يقل عن 100 نقطة بيع في ظرف 5 سنوات، ثم الاستمرار بالنمو، على اعتبار أنها تعُد المغرب "منطقة رئيسية" لاستثماراتها. وأوضح دييز أن "سيبسا" كانت موجودة في المغرب على مدى الثلاثين عاما الماضية، غير أنها الآن تتطلع لمشروع جديد مع "خبير محلي هو هولدينغ الدرهم"، موردا أن القرب من مصافي النفط الخاصة بها وتجربتها الكبيرة في مجال المحروقات ستمكن الشركة من دخول السوق المغربي بشكل قوي ومن تم زيادة نشاطها. من ناحيته قال دحمان الدرهم، رئيس "هولدينغ الدرهم" إن التحالف مع "سيبسا" يمثل "استمرارا للشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا التي أطلقها الملك محمد السادس". وتتعامل "سيبسا" مع المغرب منذ ثلاثة عقود، حيث تصدر له سنويا مليوني طن من الوقود الخاص بالنقل البري والطائرات، بالإضافة إلى اشتغالها في مجالات التكرير والأسفلت ومواد التشحيم، إلى جانب مساهمتها في شركة "بيترو سور"، غير أنها ترغب الآن في أن تصبح أحد الفاعلين في مجال بيع المحروقات. وخلال الأشهر الماضية كانت قد راجت أخبار حول رغبة الشركة في دخول منافسة شرسة مع عزيز أخنوش من خلال رغبتها في شراك مصفاة النفط المتعثرة "لاسمير" لاستغلال منشآتها للتخزين، وهو الأمر ذاته الذي كانت تخطط له "أفريقيا". وتكمن أهمية وجود "سيبسا" بالمغرب أيضا في تثبيت سيادته على الأقاليم الجنوبية، بالنظر لمساهمتها في شركة "بيترو سور" المزود الرئيسي للسفن الأوروبية العاملة في مجال الصيد البحري في السواحل الجنوبية للمملكة، الممتدة من أكادير إلى الداخلة، وفق اتفاق الصيد الذي يجمع الرباط بالاتحاد الأوروبي.